مع الأزمة التي يمر بها البيت الإسرائيلي بعد فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في تشكيل حكومة، مما أسفر حل الكنيست نفسه وإعادة الإنتخابات التشريعية الإسرائيلية، يجب الوقوف والتساءل هل سيؤثر ذلك على إعلان صفقة القرن؟ وهل فشل نتنياهو بالفعل في تشكيل حكومة أم أنه تظاهر بذلك للحصول على وقت أكبر للضغط على بعض الدول العربية من خلال الجانب الأمريكي للقبول بـ"صفقة القرن"، خاصة وان حل الكنيست الإسرائيلي سابقة لم تحدث من قبل في تاريخ دولة الاحتلال، ويحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بذل جهد لمساعدة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو على الفوز في الانتخابات،ولكن للقيام بذلك سيتعين على الرئيس التضحية بأي آمال لاقتراح خطة سلام مقبولة لدى الإسرائيليين والفلسطينيين،ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن مبعوث ترامب، جاريد كوشنر، سيكون "تحت الضغط لإمالة الخطوط العريضة لخطة السلام بشكل أكبر لصالح إسرائيل".
ومن المتوقع أن يتأخر البيت الأبيض في طرح خطة السلام حتى بعد الانتخابات الإسرائيلية، المقرر إجراؤها في سبتمبر،وقال مسؤول كبير في الإدارة الامريكية "فقط إن الخطة ستقدم عندما يكون التوقيت مناسبًا،ورجحت الصحيفة ان يتم الاعلان عن خطة ترامب بحلول العام 2020.
وقال "مارتن إنديك"، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "لإعادة انتخاب نتنياهو، من الواضح الآن أن ترامب مستعد لتلقي التعليمات منه، أعتقد أن نتنياهو سيعود ويحض اليهود الأمريكيين والناخبين بأن عليهم التصويت لصالح ترامب لأنه أفضل صديق لإسرائيل على الإطلاق".
وخلال جولته في المنطقة، عمل جاريد كوشنر على بناء دعم عربي لخطته وخاصة الورشة المقرر عقدها في البحرين الشهر المقبل لمناقشة الشق الاقتصادي من صفقة العصر
واضاف التقرير ان كوشنير حصل على دعم العاهل المغربي الملك محمد السادس والعاهل الأردني الملك عبد الله رغم أن الملك عبد الله أعلن بوضوح أن أي خطة يجب أن تنص على إقامة دولة فلسطينية.
اقرأ أيضاً.. محمد دحلان: صفقة القرن تطبق .. ولم أسمع موقفا واضحا من أبو مازن حتى الآن
ونقلت مصادر فلسطينية رفيعة المستوى في مدينة رام الله وفقاً للصحيفة الأمريكية بعضا من كواليس اجتماع عقدوه قبل أيام مع مسؤولين دوليين وأوروبيين مقربين من إدارة الرئيس ترامب، تم خلاله التباحث حول الأوضاع الفلسطينية الراهنة، وكذلك تداعيات خطة السلام الأمريكية المنتظرة والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
ونقلت الصحيفة على لسان نفس المصادر الفلسطينية الرفيعة أن المسؤولين الاوروبيين والدوليين أبلغوا الجانب الفلسطيني بأن واشنطن قررت بشكل "شبه رسمي" تأجيل طرح "صفقة القرن"، عن الموعد الذي حدده جارد كوشنير، صهر ترامب وكبير مستشاريه والذي كان مقرراً في شهر يونيو الجاري.
اقرأ أيضاً.. كوشنير وجرينبلات يزوران الأردن والمغرب وإسرائيل
كما أوضحت المصادر أن الأوروبيين كشفوا امام المسؤولين الفلسطينيين عن أسباب هذا التأجيل بأن بعض الظروف الداخلية والخارجية تسببت في تغيير وجهة نظر إدارة ترامب، حول موعد طرح صفقتهم السياسية، خاصة في ظل الرفض الفلسطيني القاطع للتعامل معها.
لكن "السبب الرئيسي الذي دفع الإدارة الأمريكية لتأجيل طرح الصفقة لموعد لاحق، يتعلق بالهزة السياسية التي أصابت إسرائيل بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومته الجديدة، وحل الكنيست والتوجه للانتخابات عامة جديدة"، وفقا لما اضافته المصادر.
وتتابع المصادر الفلسطينية الرفيعة حديثها: "إن فشل نتنياهو، في تشكيل الحكومة وضم "أفيجدور ليبرمان" لها، تسبب ببعثرة أوراق ترامب بملف صفقته السياسية، والأوضاع أصبحت داخل إسرائيل في ظل هذا التشويش غير مناسبة للتعامل مع الجهد الأمريكي المبذول في المنطقة".
وذكرت المصادر الفلسطينية ذاتها أن أسباباً أخرى دفعت إدارة ترامب إلى تأجيل الصفقة، بحسب حديث الأوروبيين، وهو موقف بعض الدول العربية التي تعتبر ركناً أساسياً فيها، وعلى وجه الخصوص الأردن الذي يرفض التعامل معها بشكل قاطع في ثبات مع الموقف الفلسطيني.
اقرأ أيضاً.. أزمة فى إسرائيل تضرب "صفقة القرن"
وكان من المفترض أن تطرح الخطة الأمريكية للسلام في أواخر العام 2018، لكن جرى تأجيلها بسبب الانتخابات المبكرة في إسرائيل وانتظار تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة. عير ان فشل نتنياهو في تركيب الحكومة، سيعطل مجددا طرح الصفقة الى ما بعد الانتخابات المقبلة المقررة في سبتمبر، وذلك حسب توقعات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الذي قال في تغريدة على حسابه في تويتر: "لقد أصبحت صفقة القرن القادم".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
