ينتهي شهر رمضان ويثور مجددا السؤال وهو وهل يجوز تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان التالي ، وهل يفدي قبل أن يقضي ؟، وحول هذا التساؤل يثور خلاف بين العلماء ، فهناك من جمهور العلماء من قال هناك أن تأخير القضاء إلى رمضان الاخر إن كان بعذر كاستمرار المرض أو السفر أو وجود حمل أو إرضاع : فلا يلزم إلا القضاء ، وإن كان بغير عذر : فعلى المتأخر التوبة والاستغفار ، وعليه، عند جمهور العلماء ، فدية طعام مسكين لكل يوم مع القضاء ، وقد ذكرنا هناك أن الراجح عدم وجوب الفدية ، إلا أنه إن فعل ذلك احتياطا فحسن .
الخلاف بين العلماء حول تأخير القضاء إلى ما بعد رمضان
لكن هناك من العلماء من يذهب إلى أنه يجوز دفع الفدية قبل البدء في القضاء ، لأن الفدية متعلقة بتأخير القضاء ، وليست متعلقة بالبدء في القضاء ، وعلى هذا ، فيجوز إخراج الفدية في اليوم الذي سيصومه قضاء ، أو قبله أو بعده ، وقد ذهب هؤلاء العلماء إلى أن قضاء رمضان يكون على التراخي . لكن الجمهور قيدوه بما إذا لم يفت وقت قضائه ، بأن يهل رمضان اخر ، لقول عائشة رضي الله تعالى عنها : ( كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان ، لمكان النبي صلى الله عليه وسلم ) . كما لا يؤخر الصلاة الأولى إلى الثانية ، لكن مع ذلك فلا يجوز عند الجمهور تأخير قضاء رمضان إلى رمضان اخر من غير عذر يأثم به ، لحديث عائشة هذا ، فإن أخر فعليه الفدية : إطعام مسكين لكل يوم ، لما روي عن ابن عباس وابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم قالوا فيمن عليه صوم فلم يصمه حتى أدركه رمضان اخر : عليه القضاء ، وإطعام مسكين لكل يوم ، وهذه الفدية للتأخير ، ....ويجوز الإطعام قبل القضاء ومعه وبعده