بوادر أزمة تؤرق مسؤولو وزارة الزراعة في الآونة الأخيرة، بعد الإعلان عن دخول الحشرة الفتاكة أو دودة الحشد إلى مصر قادمة من دول أفريقيا، بالتزامن مع ظهور أسراب من الجراد في الصعيد، وهو ما يشكل خطرًا كبيرًا على المحاصيل الزراعية، خاصة أن دودة الحشد الخريفية تتغذى على 80 نوعًا من النباتات.
دودة الحشد الخريفي
وقال الدكتور محمد القرش المتحدث باسم وزارة الزراعة، إن الزراعة فى مصر تواجه فى هذه الأيام خطرين يهددان إنتاج المحاصيل الزراعية، وهما دودة الحشدة الخريفى والجراد الإفريقي، مؤكدًا أن القضاء على مثل هذه الحشرات والآفات تبدأ باتخاذ كافة الإجراءات الوقائية، لحماية المحاصيل الزراعية من الهلاك، مضيفًا أن من بداية ظهور الآفات تقوم الوزارة برفع درجة الطوارئ والاستعداد لمواجهتها.
اقرأ أيضًا: توجيهات ونصائح من حديقة الحيوان للمواطنين قبل عيد الفطر 2019
دودة الحشد الخريفية من أخطر الآفات
وأكد «القرش» في تصريحات لـ«أهل مصر» أن دودة الحشد الخريفية من أخطر الآفات التى تهدد المحاصيل الزراعية فى أفريقيا، فهى تستهدف محصول الذرة، وتتغذى أيضًا على أكثر من 80 نوعًا إضافيا من النباتات بما فيها قصب السكر والأرز والخضروات والقطن، موضحًا أن بداية اكتشاف العلماء للحشرة الفتاكة كانت عام 2016 فى غرب القارة، وتتميز بانتشارها السريع بين البلدان.
وأضاف «القرش» أن وزارة الزراعة وضعت خطة قصيرة الأجل وأخرى طويلة الأجل، للقضاء على دودة الحشد الخريفية، وذلك لما لها من تأثير واضح على النباتات وتدمير المحاصيل، مشيرًا إلى أن الخطة قصيرة المدى تتمثل في قيام إدارة المكافحة بعقد دورات تدريبية سريعة ومكثفة للمزارعين، للتعرف على الحشرة وكيفية القضاء عليها، بالإضافة إلى توفير كل المبيدات اللازمة للقواعد فى الحدود الجنوبية مع مواجهتها بشكل مباشر عند ظهور أى بؤرة، كما تم إصدار توجيهات بنشر مصائد فيرمونية وضوئية لجذب الحشرة لرصدها والقضاء عليها فورا، وأيضًا التوسع فى إنتاج ونشر المفترسات الحية الطبيعية للحشرة الفتاكة مثل طفيل «التريكوجراما» من خلال معامل وزارة الزراعة ومراكز الأبحاث.
خطوات مكافحة دودة الحشد الخريفي
وتابع المتحدث باسم وزارة الزراعة، أن من أهم خطوات المكافحة هو المنع والحماية بالوسائل الزراعية، وإزالة العوائل المصابة المنزرعة في غير الميعاد المناسب، وتقوم الوزارة بالاستعانة بالخبرات الفنية لمكافحة الحشرة الفتاكة، وأن الوزارة ناجحة إلى الآن فى الحد من خطر دودة الحشد الخريفى، والإصابات إلى الآن بسيطة جدا وتم معالجتها.
منظمة الأغذية والزراعة
وأشار «القرش» إلى أن منظمة الأغذية والزراعة اقترحت برنامجا مدته خمس سنوات لمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة على الاستجابة بسرعة لتحديات الإصابة بدودة الحشد الخريفية في جميع أنحاء أفريقيا.
وقال المتحدث الرسمى باسم وزارة الزراعة، إن الوزارة سيطرت على كميات الجراد الصحراوى الذى حاصر مصر فى المناطق الحدودية مع السودان عند محافظة أسوان، موضحًا أن عمليات مكافحة الجراد بدأت من مجرد اكتشافه.
الجراد الصحراوى
وأوضح أن تلك الكميات التى ظهرت هى نتيجة موسم تكاثر الجراد الذى يبدأ خلال فصل الصيف من شهر مايو إلى سبتمبر، وتتم أعمال المكافحة بالمبيدات فى أثناء وجوده على الأرض، حيث تشل حركته ويقضى عليه، مشيرًا إلى أن الإدارة العامة لشئون الجراد والطيران الزراعى جهزت 13 قاعدة رئيسية لمكافحة الجراد على مستوى الجمهورية ملحقة بها 52 قاعدة للمقاومة الفرعية.
من جهته قال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين إن مجموعات الجراد التي ظهرت على الحدود المصرية قليلة ولا تشكل تهديدًا كبيرًا على الزراعات، وتصدت الوزارة لها على الفور بالمكافحة والمقاومة برش المبيدات اللازمة من خلال مواتير.
الحشرة الفتاكة
وأضاف «أبو صدام» أنَّ الحشرة الفتاكة تطير 100 كيلو في الليلة الواحدة، وتنتشر في مساحة تتراوح بين 30 إلى 40 كيلومترًا يوميًا، ما يعني أنها ستنتشر في جميع محافظات مصر في غضون 10 أيام.
وتابع «أبوصدام» أن مجموعات الجراد لم تصل لحجم الأسراب وظهرت بمنطقة الكيلو 16 بمدينة أبو سمبل، وتصدت لها فرق المكافحة وتم إجراء المسح الشامل لكل الزراعات بالمدينة، لافتا إلى أن الجراد الصحراوي والإفريقي قادم من السودان، وأن ظهوره في هذا الوقت طبيعي و يرجع ذلك إلى بدء موسم تكاثر الجراد الذي سينتهي فى شهر سبتمبر المقبل.
نقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
