كشف رئيس الاستخبارات العامة السعودية الأسبق الأمير تركى الفيصل بن عبد العزيز، عن رفض الملا عمر القائد الأعلى والزعيم الروحي الأسبق لحركة طالبان الأفغانية تسليم (زعيم تنظيم القاعدة السعودي الجنسية) أسامة بن لادن للسلطات السعودية، وكذلك سبب مقتله على يد الأمريكيين وإلقاء جثته في البحر بدلا من دفنه، ونقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية قوله إن ما فعله زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لم يكن في مخيلة أحد" مضيفا أنه" لم يكن يعيش في مكان محدد أو معلوم لأحد، فهو كان حريصا جدا على تغيير محل إقامته من حين لآخر، حتى لا يستدل عليه".
وأشار تركي الفيصل، الذي عمل سفيرا للرياض لدى واشنطن(2005-2007 ) ، إلى أن والدة أسامة وأسرته كانت تزوره في أفغانستان، بموافقة من السلطات السعودية، وأضاف: إنه في عام 1998، تم تفجير في السفارات الأمريكية في نيروبى ودار السلام، وأكدت التحقيقات أن أسامة بن لادن كان وراء التفجيرات، وتلقى الملا عمر رسالة من بيل كلينتون الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، بتسليم أسامة بن لادن لواشنطن ولكنه رفض. فأطلقت أمريكا عددا من الصواريخ على أماكن متفرقة في باكستان.
وردا على سؤال عن سبب قيام الأمريكيين بقتل أسامة بن لادن بدلا من اعتقاله قال الأمير تركي الفيصل "ما عندي تحليل لذلك وحسب كلامهم عندما دخلوا عليه الغرفة كان يحمل سلاح وأنه قتل لهذا السبب" ، وعن سبب رمي جثة أسامة بن لادن في البحر بدلا من دفنه، قال الأمير الفيصل "انه بحسب كلامهم أيضا لم يريدوا ان يكون له مشهد او مزار او شيء يجلب الناس إليه فلو دُفن في أرض معينة ربما أصبح محلا للزيارة".
وأضاف: أنه طلب من الملا عمر القائد الأعلى والزعيم الروحي الأسبق لحركة طالبان الأفغانية تسليم أسامة بن لادن للسعودية أكثر من مرة عام 1998، وكان ذلك بناء على طلب من الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، إبان توليه ولاية العهد، مشيرا إلى أن الملا عمر رفض تسليم بن لادن.
ولفت إلى أنه اصطحب معه الشيخ عبد الله التركى، بصفته وزيرا للشئون الإسلامية في ذلك الوقت، ليكون مرجعا إسلاميا لو دار حديث بينه وبين الملا عمر في الإسلام، وحضر أيضا اللقاء رئيس المخابرات العسكرية الأفغانستانية.
وأشار تركي الفيصل إلى أنه قال للملا عمر إن قراره بعدم تسليم أسامة بن لادن للسلطات السعودية سيضر بأفغانستان، وأنه يجب إعادة النظر فيه، مؤكدا أن السعودية أوقفت دعمها ومساعدتها لحكومة أفغانستان.