شهدت محافظات مصر تغيرًا جذريًا في المناخ ودرجات الحرارة التي حولت مصر إلى حر الخليج في الصيف وتصل لـ47 و50 درجة مما يشعر المواطنين بـ«الفرهدة» بسبب الموجة شديدة الحرارة التي تضرب البلاد، وبعد التغيرات المناخية التي شهدتها مصر وصف المواطنون الشتاء بـ«مناخ موسكو»، حيث وصلت درجات الحرارة هذا العام لتحت الصفر في عدة مناطق أبرزها سانت كاترين.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية المصرية وخبراء الأرصاد في العالم، من التغيرات الجوية التي كانت مصدرها الأول والأخير هو التدخل البشري في عناصر البيئة، وإدخال عناصر تسببت في ضرر وثقب طبقة الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري، وهي مشتقات البترول والأدخنة الصاعدة من العربات والأتوبيسات وغيرها.
ومن هذا المنطلق، أطلقت محافظة الجيزة، استراتيجية للتغيرات المناخية لمواكبة اتجاه الدولة فيما يتعلق باتخاذ خطوات جدية في طريق التكيف والتخفيف من آثار التغيرات المناخية.
وصرح مصطفى محمود، المتحدث الإعلامي لمحافظة الجيزة، أن المحافظة تعد هي الأولى على مستوى الجمهورية التي تقوم بإعداد استراتيجية لتغير المناخ.
وأكد مصطفى محمود، لـ«أهل مصر» أن المحافظة بدأت إطلاق الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة البيئة والوكالة الألمانية للتعاون الدولي بكافة المجالات الزراعية والصناعية والتجارية بالمحافظة.
وأضاف أنه سيتم تشكيل لجنة متخصصة في وضع إستراتيجية شاملة يتم تطويرها في السنوات المقبلة مكون من فريق من وزارة البيئة والوكالة الألمانية وعضو من هيئة الأرصاد الجوية ومتخصصين من محافظة الجيزة.
وتابع «مصطفى» أن الهدف من الاستراتيجية هو التقليل من الملوثات التي تتسبب في التغيرات المناخية والتي أثرت سلبًا على البيئة والمواطن.
وأعطى المتحدث الرسمي لمحافظة الجيزة، مثالًا لنموذج تطبيق الاستراتيجية في أكثر من مجال، قائلًا: «الاستراتيجية تركز على المناطق الصناعية التي تتسبب في الانبعاث الحراري الذي يضر بالبيئة ويساهم في ثقب طبقة الأوزون التي تحمينا من أشعة الشمس ومن هنا تأتي مهام فريق العمل تركيب عدة وسائل تقلل من خروج تلك الملوثات».
وتابع: كما هو الحال في المناطق الزراعية، التي يتم فيها حرق قش الأرز أو استخدام مبيدات تضر بالبيئة سيتم بالتعاون مع الوكالة عدة دورات تدريبية لتوعية الفلاحين بأضرار تلك الحرائق والسحابة السوداء التي تتكون وتساهم في تلوث البيئة.
ولم يقتصر الأمر فقط على مجال الزراعة والصناعة، بل ستمتد استراتيجية التغير المناخي بمحافظة الجيزة لوسائل النقل، وسيتم استبدال الأتوبيسات القديمة والتي يصدر منها دخان ضار إلى وسائل تستخدم وقودًا نظيفًا.
وأما عن جهة التمويل، استطرد المتحدث الرسمي لمحافظة الجيزة، أنه بعد دراسة مخطط الاستراتيجية بواسطة الفريق المتخصص سيتم وضع ميزانية وستتكلف بها كاملة الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، ثم نبدأ العمل على أرض الواقع للحد من التلوث.
ولم يقتصر الأمر على جهود محافظة الجيزة، بل هناك جهود مبذولة من جانب هيئة الأرصاد الجوية المصرية لمتابعة التغيرات المناخية التي طرأت على مصر ودراستها جيدًا لاتخاذ كافة التدابير، حيث تقوم الهيئة بعمل تنبؤات وإرسالها للجهات المختصة، خاصة في أيام الطورائ لأخذ حذرها في حالة الخطر.
وأكد الدكتور محمود شاهين، مدير إدارة التحاليل بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أنه حتى الآن جاري إعداد تطبيق خريطة مخاطر وتهديدات التغيرات المناخية حتى 2100، بالتعاون مع الهيئة والقوات المسلحة ووزارة البيئة والموارد المائية، وتسعى تلك الخريطة لوضع استراتيجية للتوسع العمراني والزراعي بما يتناسب مع التغيرات المناخية حتى عام2100، ويتم ذلك لأول مرة في مصر.
نقلا عن العدد الورقي.