ضيوف في قفص الاتهام.. "أهل مصر" تفتح ملف السوريين في مصر.. بـ23 مليار دولار.. استثمارات ضحمة تثير شبهات غسيل أموال الجماعة الإهابية.. سيطرة مريبة على أسواق المطاعم والملابس

صورة أرشيفية

حفاظًا على دورها التاريخي، فتحت مصر ذراعها أمام مئات الآلاف من السوريين الذين فروا من الجحيم الذي كاد أن يقضي على بلادهم، وبعد سنوات قليلة، انخرط أبناء الشام في بلدهم الجديد، فاستعمروه بالمطاعم والتجارة تارة وبالزواج والانتشار الاجتماعي تارة أخرى.

أمام هذه الغزوة، هلل عدد كبير من المواطنين مرحبين بالأشقاء، غير أن المشهد لكي يكتمل لابد من الإشارة إلى مصائب أخرى جاءت بقدوم السوريين إلى مصر وبسط سيطرتهم على أسواق بعينها، من بينها سوق المطاعم. وتفتح «أهل مصر» في هذا الملف، أزمة انتشار السوريين في مصر وما عليها من مآخذ.

مع تبادل الاتهامات بشأن غزو المنتجات السورية ترصد «أهل مصر» خلال التالي، التفاصيل الكاملة للمشروعات الاستثمارية للسوريين في مصر خلال المرحلة الحالية، وتوسعيها خلال المرحلة المقبلة.

وكشفت آخر التقديرات عن ارتفاع حجم الاستثمارات السورية في مصر لتصبح 23 مليار دولار، تتنوع بين الاستثمار في القطاع العقاري والتجاري والمطاعم والمحلات تجارية والملابس والبورصة، وغيرها من القطاعات الأخرى، وتشير الأرقام الصادرة من الأمم المتحدة إلى أن إجمالي الأموال التي استثمرها السوريون في مصر منذ اندلاع الأزمة في بلدهم في مارس عام 2011 تخطت 20 مليار دولار لأكثر من 70 ألف مستثمر مسجل بالفعل.

«القطن بيتكلم سوري»

ولعل أبرز المستثمرين السوريين الذين يعملون داخل مصر، باسل سلامة رئيس مجلس إدارة شركة قطونيل، والذي أتي مع أسرته إلى مصر منذ ثمانيات القرن الماضي، والذي يشغل حاليا منصب شريك مؤسس وعضو مجلس الإدارة التأسيسي في جمعية رجال الأعمال السوريين في مصر منذ 2016، ورئيس رابطة المغتربين العرب السوريين في مصر، كما يتولى منصب رئيس مجلس إدارة «تجمع رجال الأعمال السوريين في مصر»، وأثير حوله العديد من الشبهات.

وكشفت «أهل مصر»، في عدد سابق لها، التلاعب والزيف الذي تقوم به الشركة باستغلال اسم المنتج المصري لمزيد من المبيعات داخل السوق المصري، نظرا لما يتمتع به القطن المصري من سمعة عالمية، حيث تبين أن المادة المستخدمة في الصناعة لدى شركة قطونيل من خامات مستوردة رخيصة لا تمت بالصلة للقطن المصري، نظرا لأنه يتم استخدام شعيرات القطن المستوردة من اليونان ومالي وتركيا، والخيوط المستوردة من الهند والصين.

وأوضحت المصادر أن شركة «قطونيل» تقوم بشراء الخيوط الممشطة والمسرحة من الصين والهند، من خلال استيراد عدد من الشركات المحلية لتلك الخيوط، وبيعها للشركة، كما يتم استيراد الشعيرات من اليونان ومالي وتركيا، ويتم شراء الشعيرات من خلال 7 مصانع سورية موجودة داخل مصر.

من جهته قال المهندس محمد عيسى مدير عام شركة قطونيل مصر، إن إجمالي حجم استثمارات الشركة بالسوق المصرية بلغت نحو 6 مليارات جنيه، بعدد فروع 420 فرعا منتشرة بالمحافظات، بخمس مصانع بالعاشر من رمضان والقاهرة الجديدة وجسر السويس والمنطقة الصناعية بقليوب والخانكة بإجمالي ٥ آلاف عامل.

وكان أحد المطاعم الموجودة بمحافظة الإسكندرية التابع لأحد السوريين المقيمين في مصر تحت مسمى «أرطغرل»، ما أثار جدلًا واسعا داخل الأوساط المصرية، حيث ادعى البعض أن صاحب المطعم من السوريين المقيمين في مصر ما دفع إلى إطلاق حملات ضد السوريين تتهمهم بغسيل أموال «الإخوان المسلمين».

سوريون يدافعون عن أنفسهم

«المثابرة ومواصلة العمل سر النجاح».. هكذا وصف مجموعة من رجال الأعمال والتجار السوريين في مصر، معتبرينهم بدأوا طريق العمل لديهم بأموال صغيرة، ثم ما لبثوا أن نمت مشروعاتهم التجارية، نتيجة طبيعية للعمل الجاد.

وقال محمد إبراهيم السوري، صاحب أحد محلات الأدوات الكهربائية بمدينة بدر، إنه أتى إلى مصر منذ خمس سنوات، وكان معه أموال ليست بالكثيرة، ما دفعه إلى البحث عن فرصة عمل، ولكن الأموال كانت أقل من الطموح المستهدف، لذلك قرر فتح محل لتجارة الأدوات الكهربائية.

وأضاف، أنه بالفعل وجد ثقة كبيرة لدى المحل من المستهلكين المحليين في مصر، ما أدى في النهاية لزيادة المبيعات، وتغيير المحل وتبديله من مكان أصغر لآخر أكبر، مشيرا إلى أن طموحه لا يتوقف، وأنه يسعى لفتح فروعا أخرى خلال المرحلة المقبلة.

الملابس السورية تحاصر المصرية

من ناحية أخرى قال أبو يوسف، صحاب أحد محلات التجارية «السوبر ماركت» بمدينة نصر، أنه أتى إلى مصر منذ 8 سنوات عقب اندلاع الحرب داخل الأراضي السورية، وعمل بالفعل بتجارة المواد الغذائية والسوبر ماركت، وهو ما ساعده على النجاح والاستمرار داخل السوق، مشيرا إلى أنه يعتبر مصر بلده الثاني، موضحًا أنه لم يواجه أي معوقات للعمل، ولكنه وجد كل ترحاب.

من ناحية أخرى، قال عبد الله الجندي، أحد تجار الملابس، إنه يتواجد منطقة بمدينة مصر، يتم تصنيع الملابس السورية، سواء داخل مصانع، أو داخل العقارات السكنية، بكفاءة عالية جدا، موضحا أن المنتجات المصرية تواجه أزمة في المبيعات، بعد الإقبال على تلك المنتجات.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً