قال الحزب الشيوعي المصري أن الشعب المصري وقواه السياسية فوجئ بزيارة وزير الخارجية سامح شكري لإسرائيل بمبررات واهية، وفي توقيت غير مناسب بالمرة، ودون ادراك العواقب الوخيمة لهذه الزيارة التي تعتبر سقطة كبيرة للسلطة الحاكمة في مصر وسياستها الخارجية والعربية وذلك لعديد من الأسباب:
أولا: إن هذه الزيارة تعد هدية مجانية لحكومة نتنياهو- ليبرمان اليمينية المتطرفة التي ترفض بشكل متغطرس كل مبادرات السلام العربية والدولية، وتمارس أشد اشكال الاضطهاد العنصري والإعتداء الوحشي اليومي على أبناء الشعب الفلسطيني، وتطالب بضم الجولان، وتصرعلى توسيع المستوطنات في تحدي سافر لكل المواثيق الدولية.
وثانيا: إن هذه الزيارة جاءت في أعقاب زيارة نتنياهو لأفريقيا، ونجاحه في كسب تأييد عدد كبير من دول حوض النيل لسياسات إسرائيل، وفي أعقاب خطابه المتبجح في أثيوبيا الذي حمل تهديدات ضمنية واضحة لمصالح مصر الحيوية.
ولذلك تعد هذه الزيارة تراجعًا كبيرًا واعترافًا بالأمر الواقع واستجداءً لإسرائيل في الوقت الذي كنا أحوج ما نكون لدراسة آثار نتائج ما حدث وإعداد خطة عملية مدروسة لمجابهة هذه المؤامرة.
وأوضح في بيان اليوم أن هذا النهج الذي استنته السلطة في اتخاذ القرارات الخطيرة بشكل مفاجئ ودون شفافية وإشراك للرأي العام والقوى السياسية، كما حدث في خطيئة "تيران وصنافير" يمثل انعطافًا نوعيًا خطيرًا في ممارسات السلطة المصرية وسياستها الخارجية التي بدأت تنتكس بشكل واضح إقليميًا ودوليًا نتيجة تراجع السلطة عن تدعيم خط استقلالية القرار المصري ومواجهة المخطط الإمبريالي الصهيوني الرجعي في المنطقة.
مما يؤدي الى استمرار تقزيم الدور المصري اقليميا ودوليا وعجزه عن اتخاذ المبادرة ازاء المخاطر الكبرى التي تحيط بنا في المنطقة
وتابع: لقد أقدم وزير الخارجية شكري وفي تبجح واضح وخطوة غير مسبوقة بزيارة الإرهابي نتنياهو في بيته في القدس، مما يعد إعترافًا ضمنيًا بحقوق العدو الصهيوني غير الشرعية فيها، كما ان هذه الزيارة بكل ما ترتبت عليه تعد موقفا مناقضًا لمواقف الدبلوماسية المصرية المعهودة التي كانت حريصة حتى في أشد العهود تبعية على تجميد العلاقات الرسمية إزاء التصعيد العدواني للاحتلال الإسرائيلي.
وأدان الحزب بشدة هذه الزيارة، ونرفض كل الأسباب التي سيقت لتبريرها، مؤكدين على أن السعي لكسب ود أمريكا والغرب بهذه الطريقة لن يؤدي إلا إلى استمرار حالة التخبط والتردد والتراجع في سياساتنا الخارجية، وسياسات السلطة المصرية بشكل عام.