في ضوء اهتمام وزارة الأوقاف بالدور الدعوي والتنويري, ومحاصرة الأفكار المتطرفة وتفكيكها , وإعلاءً لقيمة العقل والعلم، تحرص الوزارة على فتح آفاق العلم والمعرفة أمام أبنائها من الأئمة بصفة خاصة وأمام القراء والمثقفين بصفة عامة بتقديم ملخص لمطبوعاتها من الكتب, وذلك من خلال فقرة أسبوعية بعنوان: " قرأت لك ".
وفقرة "قرأت لك" هذا الأسبوع تشرح كتاب "بناء الشخصية الوطنية" للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذي أصدره مؤخرا وتم طبع عدة نسخ منه.
وجاء في الكتاب، أن حب الوطن والحفاظ عليه فطرة إنسانية أكدها الشرع الحنيف, فهذا نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يقول مخاطبًا مكة المكرمة قائلاً : "واللهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ الله ، وَأَحَبُّ أَرْضِ الله إلى الله ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ ؛ ما خَرَجْتُ", ولما هاجر (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة واتخذها وطنًا له ولأصحابه الكرام لم ينس (صلى الله عليه وسلم) لا وطنه الذي نشأ فيه ولا وطنه الذي استقر فيه".
والكتاب يعتبر باكورة الأعمال العلمية المتكاملة للمؤتمر الدولي التاسع والعشرين الذي نظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة في 13- 14 جمادى الأولى 1440هـ الموافقين 19- 20 يناير 2019م.
والكتاب خرج في ( 340 ) صفحة من القطع الكبير، يكشف فيها عن الشخصية الوطنية الحقيقية التي تكون على استعداد لأن تحترق لتنير دروب الوطن , ولأن تفتديه بنفسها وما تملك , وتعرف للوطن حقه وقدره , وتدرك أنها بلا وطن كالسمك بلا ماء .
ويحتوي الكتاب على أحد عشر مبحثا، الأول والأهم : حفظ البلدان والأوطان من حقوق الإنسان ومقاصد الأديان والذي أوضح علاقة قوة الوطن بقوة الإنسان وارتباط ذلك بالبعد الديني، وأن الإنسان بلا وطن يفقد كافة مقومات حياته وكرامته ، ويعيش مشردًا بدون بيت يأويه ، أو وطن يحميه ، ومن يعتدون على حرمة الوطن ، إنما يستهدفون – بالدرجة الأولى – الإنسان في أسمى حقوقه ، وصميم كرامته ، كما يؤكد النتيجة الفاصلة وهي أن حماية الأوطان تمثل مقصدًا رئيسًا من مقاصد الأديان.
ويعتبر الكتاب وثيقة عمل نحو ترسيخ الولاء والانتماء الوطني، وبناء الشخصية الوطنية، ورؤية فكرية لنشر الفكر الوسطي المستنير، وبناء السلام العالمي لصالح الإنسانية جمعاء.