تعيش محافظة بني سويف، خلافًا ثلاثيًا بين نقابة الصيادلة ومديرية الصحة من جانب، والبرلماني بدوي النويشي، نائب دائرة الواسطى وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، الذي اتهم إدارة مستشفى الواسطى المركزي بالإهمال والتسبب في وفاة مريضين بوحدة العناية المركزة، وطالب من المستشار هاني عبد الجابر محافظ بني سويف، بالتحقيق فى الواقعة إستبعاد الصيدلانية الدكتورة سالى الخولي، من منصبها كمدير المستشفى.
محاكمة مسؤولي المستشفى
بدأت الواقعة، عقب مطالبة طالب النائب بدوي النويشي، وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والوزير اللواء شريف سيف الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، والدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان، بالتدخل لتقديم مسئولى مستشفى الواسطى المركزى بمحافظة بنى سويف، للمحاكمة العاجلة، عن واقعة قيام عامل النظافة، سامح قرنى عيد، القائم بالإشراف والتشغيل شبكة الأكسجين بغرفة العناية المركزة بمستشفى الواسطى المركزى، بتكليف من مسئولي المستشفى.
النائب بدوي النويشي
وتابع النويشى، في بيان نشره على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه شهدت مستشفى الواسطى المركزى صباح اليوم وفاة 2 من المتواجدين بغرفة العناية المركزه بمستشفى الواسطى المركزى ببنى سويف، وهم جمعة عبدالوهاب جمعة 60 سنة، وقليدة إبراهيم فرحات 70 سنة، بسبب توقف شبكة الأكسجين بغرفة العناية المركزة بمستشفى الواسطى المركزى وتراكم الثلج والشوائب بداخل المواسير.
شبكة الأوكسجين
وأكد وكيل محلية النواب، أن شبكة الأكسجين بالعناية المركزة المستخدمة لإنقاذ المرضى، بها العديد من الشوئب أو الصدأ و البكتريا والتى تمثل خطورة مباشرة على الجهاز التنفسي، حيث تؤدي لتلف خلايا المخ والموت المباشر بعد حدوث تشنجات وغيبوبة سريعة، والمفترض متابعتها دوريا والإشراف عليها من متخصصين، ولكن مستشفى الواسطى المركزى ببنى سويف لا تراعى ذلك، ويتابع العمل بها عمال النظافة التى منحتهم مسئولى مستشفى الواسطى المركزى درجة أطباء بها.
وأكد وكيل محلية النواب، المستشفى الذي يخدم مايقرب من مليون مواطن سنويا بينهم مرضى من أبناء المدينة وقرى المركز، و5 مراكز بمحافظتي الجيزة والفيوم بالإضافة إلى مصابى حوادث 4 طرق ما بين صحراوي و زراعي، تصل به نسبة الوفيات إلى معدلات كبيرة نتيجة إهمال وغياب المسؤولين عن المستشفى، وهو ما يثبته إمتلاء محاضر المواطنين في مراكز الشرطة لمسئولى المستشفى لإثبات الإهمال والتقصير، والتى تحصد أعلى المخالفات الصحية ومنح عمال النظافة درجة أطباء وعدم الإلتزام بمعايير المهنة وسلبيات عديدة وتدنى الخدمات الطبية والنظافة ووضع المريض في المقام الأخير.
تحقيق الصحة
وقال مصدر بمديرية الصحة ببني سويف، إن المديرية فتحت تحقيقا، بإشراف الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة، اليوم، فيما أشيع عن وفاة حالتين داخل غرفة العناية المركزة بالمستشفى، بسبب تعطل شبكة الأكسجين.
الدكتور عبدالناصر حميدة وكيل وزارة الصحة ببني سويف
وأضاف المصدر، أن وكيل الوزارة أمر بالتحقيق في الواقعة حيث تبين بشكل مبدئي إن العناية المركزة بمستشفى الواسطى كان بها قرابة 8 حالات محتجزة اليوم، توفي حالتين، الأولى لم تستخدم التنفس الصناعي نهائيا، والثانية استخدمت جهاز التنفس الصناعي إلا أن الحالة في حد ذاتها كانت درجة الوعي بها 5 على 15، شديدة الخطورة وتعاني من جلطة شديدة بالمخ وارتشاح والتهاب رئوي، وشلل نصفي، مؤكدًا أن حالة باقي الحالات المحتجزة جيدة وحتى الآن تحت الملاحظة في غرفة العناية المركزة.
تضامن الصيادلة
وأصدر مجلس نقابة الصيادلة الفرعية ببني سويف، برئاسة الدكتور ياسر شلبي، نقيب الصيادلة، بيانًا، اليوم السبت، لإعلان تضامنه مع عضو النقابة الدكتورة سالي الخولي، مدير مستشفى الواسطى المركزي، وإدانة واستنكار ما تواجهه العضوة من إتهامات وأكاذيب باطلة، من أحد أعضاء مجلس النواب، بهدف التشهير بها، من خلال وسائل الإعلام المختلفة ـ بحسب البيان.
نقابة الصيادلة ببني سويف
وقال مجلس النقابة، في بيان عنه، "إن المجلس وجموع صيادلة المحافظة تشجب وتتنكر، وتدين بشدة ما تعرضت له الدكتورة سالي الخولي، من اتهامات باطلة وأكاذيب مغرضة، وتمادي أحد أعضاء مجلس النواب، في التشهير بها بالصحافة والإعلام، بنشر قصة من نسج خيال فئة رخيصة رغبت في بث السموم، في الوقت الذي نحن فيه أحوج إلى الوحدة ودرء التشرزم والتهالك على المصالح الفئوية".
جعجعة وتضليل
وأشار البيان، إلى أن الحريص على وطنه يتوجه للقنوات القانونية ولا يتخذ من الإعلام منبرًا لـ"الجعجعة والتضليل" ما أدى لدخول الإعلام المناهض للدولة في القضية، باستخدام تلك الافتراءات والاكاذيب في الاساءة للحكومة المصرية ووزارة الصحة.
وأوضح البيان، أن هذه التصرفات تبرهن أن المستهدف هو شخص "الدكتورة سالي الخولي" من خلال حملات هدفها إثارة الضجة والمس والتشهير بشخصها الكريم، ومن ثم العبس بالنسيج الاجتماعي، الذي نسعي جميعًا لتماسكه، خاصة في الظروف التي تمر بها البلاد.
وجاء بالبيان،"إننا في نقابة الصيادلة ببني سويف تشّد على آيدي أبنتنا التي نفتخر بها وبإنجازاتها التي أشاد بها الدكتور عبد الناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، الذي أكد خلال أكثر من لقاء أن الدكتورة سالي الخولي، أعادت مستشفى الواسطى المركزي، إلى سيرتها الأولى".
تدخل المحافظ
وتابع: "إننا كصيادلة بني سويف نقف صفًا واحدًا ونعتبر هذا التشهير مّس كل فرد فينا، ونطالب عضو مجلس النواب، أن يستقي معلوماته من مصادرها الرئيسية، كما ندعوه أن ينهي هذه القضية كما بدأها، مؤكدًا أن ما أرتكبه لا يليق به كعضو بالبرلمان، وأن يترك الأمر لجهات التحقيق، التي هي الفيصل الوحيد بيننا".
وأهابت النقابة، في بيانها، بالمستشار هاني عبد الجابر، محافظ بني سويف، وكذلك وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، بدعم مدير المستشفى ومساندتها، بالابقاء عليها في منصبها، وعدم إعطاء الفرصة لأحد بالنيل منها ومن أبناء المنظومة الصحية، وإجهاض فكرة الدفع بالكوادر الشبابية في المناصب القيادية.
بلاغ للأمن
وكان اللواء أشرف عز العرب مساعد وزير الداخلية لأمن بنى سوى، تلقى إخطارا من مركز شرطة الواسطى بإبلاغ نقطة المستشفى بوفاة "قليدة إبراهيم فرحان محمد" 70 سنة، ربة منزل، مقيمة الكريمات، مركز أطفيح، الجيزة، والمحجوزة بقسم العناية المركزة من تاريخ 8 يونيو، ومصابة بارتفاع مزمن بضغط الدم وجلطة بالمخ، و"جمعه عبدالوهاب جمعه محمد" 58 سنة، عامل، مقيم الرقة الغربية، مركز العياط، الجيزة، والمحجوز بقسم العناية المركزة من تاريخ 6 يونيو الحالى، ومصاب ضعف شديد بعضلة القلب، وبتوقيع الكشف الطبي على جثماني المتوفيان بمعرفة مفتش الصحة، قرر بعدم وجود ثمة إصابات أو جروح أو كسور بالجسم ظاهرة، ولا يمكن الجزم بسبب الوفاة.
مواسير الأكسجين
وعلى الفور انتقل العميد محمد ضبش، مدير البحث الجنائى، إلى قسم العناية المركزة، وبسؤال كلا من الطبيبة،شيماء صلاح محمود عطية 29 سنة، المسئولة عن غرفة العناية المركزة، قررت أنه أثناء تواجدها بالنوبتجية تلاحظ لها وجود عطل بمواسير الأكسجين بغرفة العناية المركزة نتيجة ضعف ضغط الغاز مما أدي إلى تجمده بداخلها، ونتج عنه وفاة الأولى وتواكب ذلك مع وفاة الثاني متأثرًا بحالته المرضية، وأنه لم يكن موصل له جهاز الأكسجين.
وبالانتقال والفحص، تبين من أقوال "شيماء" 29 سنة، الطبيبة المسئولة عن غرفة العناية المركزة، أنه أثناء تواجدها بالنوبتجية تلاحظ لها وجود عطل بمواسير الأكسجين بغرفة العناية المركزة نتيجة ضعف ضغط الغاز مما أدي إلى تجمده بداخلها، ونتج عنه وفاة الأولى وتواكب ذلك مع وفاة الثاني متأثرًا بحالته المرضية، وأنه لم يكن موصل له جهاز الأكسجين.
تجمد الغاز
وبسؤال "سامح ق.ح" 34 سنة، فني أكسجين بالمستشفى، مقيم عزبة سعد الدين، مركز الواسطى، قرر أن العطل نتيجة زيادة السحب بتنك الأكسجين، أدي إلى تجمد الغاز بالمواسير الموصلة لقسم العناية المركزة، مما أدي إلى وفاة الأولى، وتم إصلاحه وأعيد العمل بالقسم لصورته الطبيعية.
وتحرر محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبس فني الأوكسجين 4 أيام على ذمة التحقيقات، واستدعت الدكتورة سالى الخولي، مدير المستشفى لسماع أقوالها، وطلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وظروفها وملابساتها.
وقال الدكتور ياسر شلبي، نقيب صيادلة بني سويف، أن مجلس النقابة شكل وفدًا برئاسته لحضور التحقيق مع الدكتور سالي الخولي، بمقر نيابة الواسطى شمال بني سويف، مشددًا على مساندتها في قضيتها منذ البداية حتى نهاية التحقيقات.