من ملك الإحساس ملك معه كل شيء، ومن كانت عينه تترجم ما يشعر به قلبه هو ذلك الفنان الحقيقي، النحات هو من يمثل الواقع بما يحس به ويترجم ذلك في أعماله الفنية التي تأخذ منه كل ما يمتلك من وقت وإحساس ومجهود، داخل كل إنسان موهبة، منها من أخذت فرصتها وانطلقت وبرزت وحلقت في السماء وشاهدها الجميع، ومنها ما زال قيد الحصار النفسي أو المجتمعي أو الحسي، في انتظار لحظة الدعم التي تطلق حرية الأبد مدى الحياة.
"خالد" بن محافظة الشرقية، يمارس نوع مختلف من الفن وتمكن من إتقان موهبته الفطرية، بالنحت بالأسمنت، الذي يعتبر من أصعب أنواع النحت عند تنفيذه.
"كنت أنفذ ما يلهمني به عقلي من رسومات على أرض الواقع، ولم أتوقف لحظة في تنفيذ الوحي العقلي، "خالد محمد مصطفى"،31 عاما حاصل على ثانوية أزهرية مقيم قرية الحلمية، التابعة لمركز أبوحماد، بمحافظة الشرقية، كشف لـ" أهل مصر"، أسرار كثيرة عن هوايته التي نمت مع الوقت.
بدأ خالد في مجال النحت منذ 15 سنة تقريبا، بحسب تصريحاته لنا موضحا، "بدأت في المجال منذ 15 عاما كنت برسم لوحات واشتغل بنرات، وجداريات ومع الوقت بدأت الهواية تكبر بداخلي واشتغل نحت بالأسمنت، الصورة اللي كانت تيجي ع بالي كنت أنفذها على أرض الواقع".
وأضاف خالد، "بدأ يتطلب مني أوردر نحت في مداخل الشركات، والكافيهات، والڤيلات، في مجال الديكور والرسم وبقيت ارسم فكرة كاملة مثل نحت الزهور، وفروع الأشجار البارزة، ومجسمات الحيوانات، والأسماك، والطيور، وعمل نافورات، وشلالات المياه، ومقاعد بمحيط المجسم، مشيرا أن الأدوات التي يستخدمها في النحت تعتمد على المواد الخام، الأسمنت، والجبس، والرمل، وبقوم بتقطيع الحديد وعمل التصميم به لأن خامة الأسنمت لا تصلح أن تنحت بمفردها، وبعد ذلك يزينها بألوان عادية مثل ألوان القورة.
وتابع " خالد "قمت بتصميم العديد من المجسمات التي تعكس حالة الوطن العربي الذي يطوله غدر الإرهاب وخاصة مصر، ونفذت نحت ثعبان كبير برأسين مجسم في هيئة إرهاب، وداخل من شباك المجتمع، والذين يحاربون الثعبان هم الشهداء، وأيضا قمت سيدة موثقة الأيدي والأرجل والست وتحمل طفلا صغيرا، وتدل اللوحة على حال البلاد العربية، اللي انهارت مثل سوريا وليبيا.