عانى الشعب المصري على مدار 70 عامًا من الاحتلال الإنجليزي الذي اعتاد اغتصاب أراضي الشرق وأفريقيا واتخاذها كمستعمرات لبلاده يستنفذ منها ثرواتها ويعلن حمايته عليها، وبعد سنوات طويلة عاشها المصريين تحت تصرف بريطانيا العظمى قامت ثورة يوليو وتم جلاء الإنجليز عن مصر بعد مفاوضات استمرت لمدة أربع سنوات كان آخرها رحيل أخر الجنود الإنجليز من القنال وذلك في 18 يونيو سنة 1956.
رحل الإنجليز ورحلت معهم لغتهم دون أن يتركوا مهاراتها للمصريين بفضل موقف الأزهر الشريف الذى رفض تدريسها بالمدارس وأصر على إبقاء اللغة العربية هى اللغة الأم، إذ فشل الإحتلال الإنجليزي في التأثير على المصريين عكس البلدان الأخرى التي لازالت تتحدث الإنجليزية كلغة أم بعد استعمار بريطانيا لها.
ورغم الآثار السلبية التي سببها الإنجليز في نفوس المصريين، إلا أنهم تركوا بعض الأشياء الإيجابية من مبانى ومؤسسات بنيت فى عهدهم مازالت تتمتع بها مصر حتى الآن.
أشياء تركها الإنجليز وأثّرت في المصريين
هناك العديد من الأشياء التي قام الإنجليز بتأسيسها وظلت من أهم معالم مصر الحضارية، فمن ينسى أن مصر ثاني بلدان العالم التي شيدت محطات السكك الحديدية، ومن أوائل دول العالم في إنشاء الجامعات والكليات، كل هذا بتخطيط إنجليزي.. من خلال التقرير نعرض بعض من الأشياء التي تركها الإنجليز لدينا وأثرت فينا.
السكة الحديد
قدم الإنجليز مقترح لإنشاء السكة الحديد فى مصر تربط بين السويس والإسكندرية الأمر الذى لفت انتباه الوالى " عباس الأول" ومن هنا جاءت المفاوضات بينه وبين المهندس الإنجليزى " روبرت ستفنسون" لبدأ هذا المشروع فى عام 1851 مقابل دفع الخديوى لحوالى 56 ألف جنيه لبدء المشروع .
إنشاء الجامعات المصرية
تحت إشراف المهندسين الإنجليز تم إنشاء معظم الجامعات المصرية بداية من جامعة الملك فؤاد الأول "القاهرة" عام 1908، وجامعة الملك فاروق "الإسكندرية، ثم فى عام 1950 أنشأت جامعة عين شمس" جامعة إبراهيم باشا، لذلك أنشأت معظم المبانى وقتها على الطراز الإنجليزى.
إنشاء مدرسة الطيران
تم إنشاء مدرسة الطيران أو الكلية الدفاع الجوي بأمر من الإدارة الإنجليزية وبالفعل تم بناءها عام 1937 على مستوى عالمي.
نقابة الصحفيين
على الرغم من أن محاولة إنشاء نقابة للصحفيين فى عهد الاحتلال البريطانى كانت محاولة فاشلة بسبب قيام الحرب العالمية الأولى، إلا أنها تحسب لهذا العصر، حيث انطلقت أول دعوة لإنشاء نقابة الصحفيين عام 1909 وفى عام 1912 قام عدد من رؤساء تحرير الصحف لإنشاء أو نقابة لكنها سريعا ما انهارت بسبب الحرب العالمية الأولى.
مقبرة توت عنخ أمون
وفى عام 1922 كان الاكتشاف الأعظم لمقبرة الملك توت عنخ أمون، والذى جاء أيضا أثناء الاحتلال البريطانى حيث اكتشفها عالم الأثار البريطانى الأشهر " كارتر" بعد محاولات عديدة فى البحث عنها التى اتت بالفشل ثم بالنجاح الساحق.