عندما يتخطى الإبداع الحدود.. حكاية "مصطفى خليفة" رسام التوابل بشارع العريش (فيديو وصور)

بين طموح يجري في العروق وواقع يهدم الأحلام؛ يعيش أغلب الفنانين المغمورين من أبناء هذا الجيل الراغبين في التميز وحفر أسمائهم في أذهان العالم بفنهم واحترافهم في أداء عملهم، وإبهار العالم بما يقدمونه من فن.

"اتمسك بحلمك وصدقه مصيرك في يوم هتحققه"؛ بهذه العبارات استطاع أكثر من رسام عالمي تحقيق ما كان يرغب فى تحقيقة، الإرادة والعزيمة تهزم جميع الصعوبات وتجعل العالم يقف لك إبهارًا بفنك؛ أجرت "أهل مصر" لقاءً مع رسام الشارع، لمعرفة تفاصيل فن الرسم بالفحم والزيت والنار والتوابل.

رسام الشارع

"مصطفي سيد خليفة "يبلغ من العمر 31 عامًا، حاصل على دبلوم تجارة، لقب بـ"رسام الشارع"، مقيم على أحد أرصفة شارع العريش بالجيزة، موهوب في الرسم ولكن بشكل مختلف، فهو يرسم بالتوابل والنار، ويسعى أن يكون مثل الرسام العالمي "بانسكي" ويجسد الواقع مثله، وتنال رسوماته إعجاب الجميع.

الظروف المادية

قال "خليفة" في حواره مع "أهل مصر"، إن الظروف المادية الصعبة سببًا في اتخاذه الشارع مقرًا له لعرض موهبته في الرسم وفنه على أرصفة الشارع يتطاير مع الريح، وتتبعثر في الهواء رسوماته مثل التراب لا قيمة لها، وبالرغم من ذلك استطاع مصطفى أن يحصل على شهرة واسعة بلوحاته الفنية على أرصفة شارع العريش، وهذا ما جعلته يتفنن أكثر فأكثر في الرسم، وأصبح يرسم على جدران الحائط والزجاج والخشب، واتخذ موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" معرضًا للوحاته وطريقة أفضل للتواصل مع زبائنه.

يعمل "خليفة" يوميًا من الساعة 4 عصرًا حتى الواحدة بعد منتصف الليل، على إحدى أرصفة شارع العريش بالجيزة، جالسًا على كرسي بلاستيك لون أبيض وفي يده مقلمة تحتوى على أغلب أدواته ليبدأ فى رسم لوحاته، واتخذ الرصيف والعربات المركونة بجوار الرصيف معرضًا له، ورغم صعوبة ومشقة رسم اللوحة بهذه الطريقة إلا أنه يستطيع رسم لوحاته في زمن لا يتجاوز النصف ساعة بإحترافية كبيرة.

وأوضح، أنه يستطيع رسم جميع أنواع اللوحات سواء بالفحم والزيت أو التوابل والنار، مضيفًا أنه يرسم لوحات ثلاثية الأبعاد 3D، والرسومات الكرتونية، حتى يجسد لوحاته بواقعية واحترافية تبهر الجميع، وصورة العالمي محمد صلاح من أكثر الصور المطلوبة ويرسمها بأكثر من طريقة، بالإضافة إلى صورة الفنان عادل امام، وكوكب الشرق السيدة أم كلثوم والعندليب عبد الحليم. فهم من أكثر الصور التي يزداد الطلب عليها منذ بداية عمله في الرسم.

وأضاف، أن رسم اللوحة بالتوابل يحتاج إلى أجواء هادئة ومكان مغلق لكي لا يتسبب الهواء في بعثرت ملامحها، كما انها تحتاج الى توابل بأكثر من 300 جنيه، ولذلك الاقبال عليها قليل بسبب غلاء أسعارها.

مشكلات رسام الشارع

ومن أكبر المشكلات التي تواجه رسام الشارع في عمله هي غلاء الأسعار، لم يستطيع شراء بعض الأدوات التى يستخدمها في رسم لوحاته بسبب الأسعار، يتراوح سعر قلم الفحم بين 65 إلى 70 جنيهًا، ويرجع ذلك لجودة القلم، حيث قال "رسام الشارع"، أن عرض لوحاته على ظهر السيارات والأرصفة تسبب فى إهانته وسحله كثيرًا من قبل الحي، "أنا فنان شارع بس الحي بيعاملني اكني متسول أو بائع مخدرات، وتم ضربي وسحلي أكثر من مرة بسبب جلوسي وعرض لوحاتي على الرصيف، انا فنان مش متسول".

وأنهى رسام الشارع حديثة مع "أهل مصر" قائلاً: "أتمنى أن تنظر الدولة إلى فني وتحمي لوحاتي بدلاً من إهانتي في الشارع، وأن توفر له مكان يعرض خلال لوحاته الفنية حتى تظهر للنور واترحم من ذل الشارع".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شريف الكيلاني مشرفا على مصلحة الجمارك