"تكية مولانا" بحي الخليفة.. مأوى لـ"الفقراء وكبار السن".. مركزًا لتطوير الموسيقى والفكر الصوفي.. وشاهد على تحول جلال الدين الرومي من "التشدد" إلى "الوسطية" (فيديو وصور)

"تكية مولانا" بحي الخليفة
"تكية مولانا" بحي الخليفة

يحتل محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، المعروف بـ"جلال الدين الرومي"، مؤسس الطريقة المولوية الصوفية، مكانة بارزة في تاريخ علوم العرفان؛ فقد قضى الرجل سنوات عمره بين الحب، والروحانية، والدراويش، باحثًا عن المحبة الإلهية الصافية تلك التي لا يعكر صفوها هدف دنيوي أو مطمع، ولم يظفر بالوصول إلى ما يُريد سوى عقب لقائه بشيخه شمس الدين التبريزي، الذي غير من طباعه المتشددة، وأصبح معه مُحبًا للناس جميعًا، حتى أطلق عليه "مولانا العاشق".

اقرأ أيضًا.. نقاش بدرجة فنان.. محمد عايد يلعب بالهواء ويبدع في رسومات الـ 3D على الجدران

يقول جلال الدين الرومي، المولود في 30 سبتمبر من العام 1207م، بمدينة بلخ بخراسان (أفغانستان حاليًا) عن التحولات الفكرية والروحية التي اكتسبها عقب لقائه أستاذه التبريزي، والتي جعلت تلاميذه يطلقون عليه "سلطان العارفين": "فيما مضى كُنت أحاول أن أُغير العالم، أما الآن وقد لامستني الحكمة، فلا أحاول أن أُغير شيئًا سوى نفسي".

اقرأ أيضًا.. 32 شارع تميم الرصافي.. حكاية المنزل الذي عاشت فيه السيدة زينب بالقاهرة

القاهرة.. شاهد على التاريخ

ورغم أن حياة "مولانا" -اللقب الذي اشتهر به جلال الدين الرومي-، كانت في مدينة قونية بتركيا، ووفاته كذلك في المدينة ذاتها، إلا أن مصر كانت حاضرة في تراث الرجل الذي اشتهر في جميع البلدان الأوروبية؛ فقد احتضن حي الخليفة بمحافظة القاهرة "تكية المولوية"، كشاهد على التاريخ الفكري والعرفاني الثري لـ"الرومي".

اقرأ أيضًا.. "هل هلالك" يمتع جماهير الأوبرا بعرض أوبريت "الليلة الكبيرة"

أنشئت "تكية المولوية"، أثناء العصر العثماني، وكان الغرض من تأسيسها استخدامها مركزًا لتطوير الفكر والموسيقى والشعر الصوفي بالإضافة للترقي الروحي والعبادة، كما كانت تستخدم ملجئًا يأوي إليه لدراويش الطريقة المولوية، ويقيم به من لا عائل لهم وغير القادرين على الكسب والعمل، مثل: النساء الأرامل، وكبار السن، والفقراء، وعابري السبيل، والغرباء، وذوي الاحتياجات الخاصة.

وعقب انتشار الطريقة المولوية في مصر، وطباعة مؤلفات جلال الدين الرومي، أصبح دراويش ومحبي "مولانا" يتوافدون على تكيته بحي الخليفة، بأعداد كبيرة، واعتادوا إقامة حلقات الذكر التي يصاحبها الرقص الصوفي الدائري مثلما كان يفعل "الرومي" في حياته.

اقرأ أيضًا.. "زاهد المصريين".. وكيع بن الجراح: بحر العلم وشيخ المحدثين.. تتلمذ على يديه الإمام الشافعي.. ورفض مناصب هارون الرشيد

توفي جلال الدين الرومي، في 17 من ديسمبر 1273م، عن عمر ناهز سبعين عامًا، بعد أن أثرى المكتبة الإنسانية بالعديد من المؤلفات الشعرية والنثرية، ومن أبرزها: ديوان شمس الدين التبريزي، ومثنوية المعاني، والرباعيات، والرسائل، والمجالس السبعة.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً