اختتم مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سورية، ألكسندر لافرنتيف، زيارته إلى لبنان، اليوم الأربعاء، بلقاء مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الدين الحريري.
اقرأ أيضاً: جهود روسية لحث لبنان على المشاركة في مؤتمر أستانا
استقبل الحريري الموفد الرئاسي الروسي ونائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين والسفير الروسي ألكسندر زاسبكين والوفد المرافق، في حضور الوزير السابق غطاس الخوري والمبعوث الخاص للرئيس الحريري للشؤون الروسية جورج شعبان، وجرى البحث في المستجدات المحلية والإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال لافرنتيف "أجرينا محادثات مع رئيس الحكومة الحريري، تناولت الوضع في كل من الشرق الأوسط وسوريا، كما ناقشنا عدداً من الخطوات المشتركة مع الجانب اللبناني من أجل تحقيق الاستقرار في لبنان والشرق الأوسط".
وأضاف "بعد ثماني سنوات على الأزمة السورية، اتفقنا على أنه حان الوقت لإتاحة المجال أمام الحل السياسي لهذه الأزمة، ونحن نتشارك في وجهة النظر بأنه حان الوقت لإجراء حل سياسي في سوريا، ولا شك أن الدور الأساس والمهم جدا في هذه المسيرة هو لتنظيم اللجنة الدستورية".
اقرأ أيضاً: لبنان: بإمكان غالبية اللاجئين السوريين العودة لوطنهم دون أي مخاوف أمنية
وتابع "نحن مستعدون للعمل المشترك مع الأصدقاء اللبنانيين في إطار مسار أستانا، كما أننا مصممون على بذل المزيد من الجهود والتنسيق مع الشركاء الدوليين كالولايات المتحدة وأوروبا والدول الإقليمية، وناقشنا المسألة ذات الخصوصية الكبيرة بالنسبة إلى لبنان، وهي النزوح السوري، واتفقنا على بذل المزيد من الجهود المشتركة من أجل تسريع عودة النزوح السوري إلى أرض وطنهم، نحن نمتلك من التفاهم المشترك ما يمكننا من التعجيل في حل هذه المسألة، لأن وجود النزوح السوري يعمق المشكلة، وقد اتفقنا مع الجانب اللبناني على مزيد من التنسيق مع الشركاء، ولا سيما الدول الأوروبية، من أجل إقناعهم بمواكبة مسيرة عودة النزوح".
وفي ما يخص العلاقات الثنائية بين لبنان وروسيا، لفت فرانتييف إلى "أننا نتشارك في وجهة النظر بأن العلاقات في حالة نمو، ونؤكد ضرورة تنمية هذه العلاقات في جميع المجالات، عبر توثيق التعاون المشترك على كل المستويات".
وختم قائلاً: "نقدر عاليا المحادثات التي أجريناها اليوم في بيروت، وكانت مجدية ومليئة بالثقة ومفيدة جدا، واستمرار التنسيق بين الجانبين يصب في مصلحة الشعبين اللبناني والروسي، فروسيا الاتحادية جاهزة لمساعدة الشعب اللبناني في كل المجالات الممكنة".
وكان الموفد الرئاسي الروسي مع الوفد المرافق التقى الرئيس اللبناني ميشال عون، وتناولت المحادثات التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة، والأزمة السورية.
ونقل الموفد الرئاسي الروسي إلى الرئيس عون تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووجه دعوة لحضور لبنان الاجتماع المقبل لمؤتمر أستانا حول الأزمة السورية.
وأبلغ الرئيس اللبناني الموفد الرئاسي الروسي أن لبنان معني بالمشاركة في مؤتمر أستانا المخصص للبحث في الأزمة السورية، لأن المؤتمر يسهل متابعة الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي يساهم في عودة النازحين السوريين الى بلادهم، لاسيما وأن في لبنان أكثر من مليون و 500 ألف نازح سوري ترك نزوحهم تداعيات سلبية على مختلف القطاعات اللبنانية وعلى الإدارات والمؤسسات الرسمية والخاصة.
ونوه الرئيس عون بأهمية التعاون بين لبنان وروسيا، شاكراً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الاهتمام الذي يبديه حيال لبنان، مستذكرا المحادثات المثمرة التي تمت في موسكو خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى العاصمة الروسية. وحمّل الموفد الرئاسي الروسي تحياته للرئيس بوتين مؤكدا على أهمية تفعيل العلاقات اللبنانية الروسية وتعزيزها في المجالات كافة.
وأشار إلى أن "المشاركة في مؤتمر أستانا لا تلغي حق لبنان في البحث مع الدولة السورية في تنظيم عودة النازحين إلى بلادهم ونرى في الدعم الروسي لتحقيق هذه العودة عاملا مهما في انتظار توصل المشاركين في مسار أستانا التفاوضي إلى حلول نهائية للأزمة السورية".
هذا واتفق وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مع الموفد الرئاسي الروسي خلال مباحثاتهما على تطوير العلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين.
وقال لافرنتييف بعد لقاء باسيل "ناقشنا الوضع في الشرق الأوسط وسوريا وجميع التدابير لإرساء الاستقرار في سوريا".
وأضاف "أكدنا الدعوة من قبل روسيا لمشاركة لبنان في مؤتمر أستانا بصفة مراقب ونحن فرحون للقرار اللبناني بإرسال مندوب للمشاركة في الاجتماع في نهاية شهر يوليو ومطلع شهر أغسطس".