في ليلة أشبه بالكابوس، تناثرت الدماء هنا وهناك، وسط شوارع مدينة نيس الفرنسية، فما أن انتهت عروض الألعاب النارية والاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي، حتى انتشر الفزع والرعب بين المارة على خلفية هجوم شاحنة كبيرة بيضاء اللون على المحتفلين، ما أسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل، وإصابات العشرات.
وسقطت عشرات الجثث على كورنيش «برومناد ديزانجليه»، المحاذي للبحر الذي يقصده السياح من مختلف أنحاء العالم، مودعة احتفالات العيد الوطني والعالم، في وقت كان يستعدون فيه للعودة إلى منازلهم بعد قضاء ليلة سعيدة.
وأعلنت وسائل إعلام فرنسية أن 84 شخصا على الأقل قتلوا دهسا في اعتداء بشاحنة اندفعت صوب جمع من الناس كانوا محتشدين بمناسبة احتفالات العيد الوطني، في جادة بروميناد ديزانجليه السياحية المطلة على البحر المتوسط، لمشاهدة الألعاب النارية.
وأفاد صحفي في وكالة «فرانس برس»، كان في المكان، بأن شاحنة تبريد بيضاء اتجهت بأقصى سرعتها صوب الحشد ودهست أشخاصًا كثيرين ما تسبب في حالة هلع وفوضى عارمة.
وقال الصحفي: «كانت الفوضى عارمة، رأيت أناسًا مصابين وحطامًا يتطاير في كل مكان رأيت أناسا يصرخون واضطررت لأن أخبئ وجهي كي لا يصيبني الحطام».
وبحسب نائب محافظ الشرطة، فإن الشاحنة دهست الحشد على امتداد مسافة طويلة، على طول الجادة، وهذا ما يفسر هذه الحصيلة الكبيرة جدا.
وفرضت الشرطة طوقا أمنيا في مكان الاعتداء وفي محيطه حيث انتشر عدد كبير من أفراد الشرطة والجيش إضافة إلى سيارات الإسعاف وطواقمها.
وكانت السلطات المحلية أعلنت في وقت سابق أن الأمر يتعلق باعتداء ونصحت المواطنين بملازمة الأماكن التي يتواجدون فيها.
كما ذكرت فضائية «فرانس 24 عربية» نقلا عن الشرطة الفرنسية، أنه تم العثور على متعلقات المتهم في حادث نيس الإرهابي، وتبين أن المتهم فرنسي الجنسية تونسي الأصل.
في حين أعلن المدعي العام الفرنسي، مقتل 77 شخصا على الأقل، وعشرات المصابين.
وأكدت السلطات الفرنسية مقتل سائق الشاحنة التي استخدمت في عملية الدهس، وقالت النيابة الفرنسية إن عملية الدهس امتدت على مسافة كيلومترين، ويتولى جهاز مكافحة الإرهاب التحقيق في العملية.
وأفادت مصادر فرنسية، بأن السائق الذي قام بعملية الدهس قتل برصاص الشرطة، كما أفادت أن السلطات ترجح أن يكون الحادث إرهابيا.
وأكدت أن الشرطة أغلقت كل الشوارع المؤدية إلى شارع "برومناد ديزانجليه" وأقامت قوات الأمن طوقا أمنيا في محيط موقع الحادث، وأقيم مستشفى ميداني لعلاج المصابين.