"العالم مكان خطير للعيش فيه؛ ليس بسبب الأشخاص الشريرين، ولكن بسبب الأشخاص الذين لا يفعلون أي شيء حيال ذلك" كانت تلك كلمة "اينشتاين" ذات يوم، والآن نحن نواجه الخطر حقيقي لأننا فشلنا في العمل على احتواء طموحات إيران وزيادة العنف، حيث استيقظ العالم اليوم على هجوم جديد من إيران ولكن من نوع الدفاعي وليس الهجومي حيث أسقط الحرس الثوري الإيراني "طائرة تجسس مسيرة أمريكية" من طراز "جلوبال هوك" كانت تحوم فوق محافظة هرزمكان جنوب إيران، ولكن في المقابل، نُقل عن مسؤول أميركي تأكيده أن طائرة عسكرية مسيرة أميركية، من طراز "إم.كيو-4سي ترايتون"، أسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز، وليس في المجال الجوي الإيراني، بصاروخ جو إيراني.
ولكن بعد تلك الحادثة يبادر إلى الأذهان بعض التساؤلات لماذا محافظة "هرزمكان"؟ وهل يمكن لإيران أن تربح الحرب ضد أمريكا يوماً ما؟ ولماذ يحدث كل هذا الآن؟ سنعلم هذا خلال التقرير التالي.
اقرأ أيضاً.. إيران تكشف تفاصيل إسقاط طائرة أمريكية مسيرة.. من طراز جلوبال هاوك
أهمية مدينة هرزمكان لإيران؟
محافظة "هرزمكان" اسم نشط مؤخراً بشكل كبير خاصة بعض المقاطعة العربية لإمارة قطر الإرهابية، ثم اختفي وعاد اليوم إلى الساحة مجدداً، بعد سقطت طائرة تجسس أمريكية فوق تلك المحافظة كانت مهمتها وفقاً لصحيفة "فوكس" الأمريكية دراسة المنطقة بشكل جيد، فهل حان الوقت لضرب إيران؟ الإجابة يمكن ذلك لكن أولاً يجب معرفة أهمية تلك المحافظة لدى إيران ولماذا اختارت الإدارة الأمريكية تلك المحافظة بشكل خاص دون أخرى لمعرفة تضاريسها و أبعاد كل شبر فيها، الإجابة تتلخص في الآتي:
1-محافظة هرزمكان غير نفطية لذا حاولت إيران عقب المقاطعة العربية لقطر تنشيط ميناء "شيو بارسيان" التابع للمحافظة لنقل المسافرين والبضائع من وإلى قطر.
2-تم تجهيز مشروع توأمة بين ميناء "شيوبارسيان" مع ميناء "الرويس" القطري، لتنشيط المحافظة اقتصادياً وبالفعل مازال العمل فيه جارياً ولعل أمريكا تريد أن تقضي عليه في مهده.
3-منطقة "بارسيان" تعد أهم منطقة اقتصادية لدي إيران وتوجد داخل محافظة "هرزمكان" وقد استثمرت فيها السلطة الإيرانية بداية العام الجاري 10 مليار دولار لمحاولة حل الأزمة الأقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد.
4-تكمن أهمية منطقة "بارسيان" ايضاً أنها تقع بين المحافظة ومضيق هرمز، مما يسكبها طابع تجاري هام لدي إيران.
اقرأ أيضاً.. إيران.. إسقاط طائرة أمريكية فوق مضيق هرمز
ولعل أمريكا تحاول الآن تهديد إيران بنفس السلاح الذي استخدمته بعد ضرب طهران خليج عمان، وهو "اللعبة الاقتصادية" فاستهداف إيران لميناء الفجيرة وخليج عمان وناقلات النفط في السعودية كان يهدف إلى تعطيل السوق العالمية للضغط على أمريكا لوقف العقوبات عليها، لذا اختارت واشنطن أيضاً المحافظة الحيوية اقتصادياً بالنسبة لإيران لدراستها جيداً، ولكن هل سيتم قصفها قريباً؟
قال الخبير الأمني "محمد نجم" في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن التبادلات الأخيرة بين امريكا وإيران تشير إلى أن كلا البلدين يتجهان نحو مواجهة عسكرية،حيث كانت السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الماضي مفككة وصعبة الفهم، خاصة فيما يتعلق بإيران،يجب أن تركز السياسة الخارجية لأي دولة على حماية ودعم مصلحتها الوطنية.
إلى جانب سياستها الخارجية،واجهت الولايات المتحدة،صعوبة في تحديد قيمها ومصالحها الداخلية، مضيفاً تعتمد الحكومة الإيرانية على أيديولوجية لا نهاية لها،فمنذ تأسيسها اعتمدت إيران على قواتها العسكرية لفرض إرادتها على مواطنيها، ولم تفعل السياسة الأمريكية السابقة الكثير في سبيل الهيمنة المتزايدة لإيران.
اقرأ أيضاً.. إيران تتوعد أمريكا: مصممون على تقويض قوى الغطرسة في المنطقة
فمنذ أيام الرئيس جيمي كارتر،لم تفعل الإدارة الأمريكية وكذلك العالم الغربي ،الكثير لإجبار إيران على مواجهة عواقب تصرفاتها،ومن وجهة نظري ستظل حرب أمريكا على إيران اقتصادية على أمل أن نظام "الملالي" سينزلق ويغادر البلاد للشعب مثلما فعل الشاه، هذا أمل لن يتحقق ولن يتصاعد إلى عنف أكبر داخل إيران ولديه القدرة على أن يصبح خارجيًا.
وأضاف إذا تحركت إيران للهجوم المباشر أو الغير مباشر على القوات الأمريكية في المنطقة، فمن المحتمل أن تكون هناك ضربة انتقامية فورية من جانب امريكا في سوريا، أو ضرب منطقة حيوية لإيران جوياً ولعل هذا هو سبب تجسس الطائرة الأمريكية اليوم على المحافظة الإيرانية.
كيف يمكن ضرب إيران دون موافقة الكونجرس؟
يثير الحديث عن العلاقات المزعومة بين إيران والقاعدة تساؤلات حول ما إذا كانت إدارة ترامب تضع الأساس للادعاء بأنها لا تحتاج إلى سلطة قانونية جديدة للقيام بعمل عسكري.
اقرأ أيضاً.. إيران: اتهام طهران باستهداف ناقلات النفط فى خليج عمان"عمل جبان"
في الملاحظات العامة وإحاطة سرية، الحفاظ على التشديد على مسؤولي الإدارة ترامب العلاقات المزعومة بين إيران والقاعدة. وتشتبه بعض المشرعين أن الفرع التنفيذي هو اللعب مع المطالبة بأن الفعل لديها تفويض من الكونغرس لشن هجوم على إيران استناداً إلى القانون ما يقرب من 18 عاماً الموافقة على شن حرب على هجمات 11 سبتمبر 2001.
في جلسة استماع أمام "لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي"منذ عدة أيام عما إذا كان يعتقد أن الإدارة قانون الحرب هجمات 11 سبتمبر يمكن أن تستخدم لعمل عسكري ضد إيران، قال براين هوك، مسؤول وزارة الخارجية على قضايا إيران، أنه يمكن ذلك دون تأكيده على ذلك، ولكن ما هو قانون الحرب هجمات 11 سبتمبر؟
بعد هجمات 11 سبتمبر أصدر الكونجرس قانونا يسمح برد عسكري ضد أيا كانت الأمم أو المنظمات أو الأشخاص الرئيس "يحدد" المخطط دون أخذ رأي الكونجرس، إذا كانت هناك دولة تشكل خطراً أمنياً أو ساعدت في هذا الخطر على أمريكا.
ولكن مع مرور السنوات، أصبح هذا القانون يسمح بالحصول على إذن لاستخدام القوة العسكرية، أو A.U.M.F، ضد أ يقوة منتسبة لتنظيم القاعدة .
ولكن مازال الأمر متوقفاً على كيف ستنتهي معركة النفس الطويل تلك، هل ستنتهي بحرب عسكرية بالفعل تقصف فيها أمريكا المناطق الاقتصادية والحيوية في إيران أم ستكتفي لوقت محدد للحرب الاقتصادية.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
