مع اقتراب عقد مؤتمر "المنامة" في البحرين الذي سيقام في 25 و26 يونيو الجاري حول توفير استثمارات خليجية داخل فلسطين لتحسين اقتصادها الهش، وسط حديث عن أن عقد مؤتمر المنامة في هذا التوقيت هو كبداية لإعلان أولى بنود "صفقة القرن" التي أكد عليها مراراً "جاريد كوشنر" مبعوث السلام في الشرق الأوسط وصهر ترامب.
البحرين تنفي علاقتها بـ"صفقة القرن" ولكن:
ورغم نفي البحرين ذلك الحديث، حيث أكد المهندس محمد إبراهيم السيسي رئيس لجنة شئون الدفاع والأمن الوطني لدولة البحرين في وقت سابق لـ"أهل مصر" أن دولة البحرين مع الشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية ولن تنازل عن مطالبهم وهي إقامة دولة على حدود 67، مشيراً إلى أن كل ما أشيع عن مؤتمر المنامة، الذي سيقام في دولة البحرين يومي 25 و26 يونيو الجاري، ليس إلا مؤتمراً اقتصادياً بحتاً ليس له علاقة من قريب أو بعيد بما يسمي "صفقة القرن"، وإنما هو لدعم الشعب الفلسطيني اقتصادياً بعد وصول الدولة إلى مستوى متردي بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً.. صحيفة إسرئيلية: صهر ترامب وسيطنا فى تغطية مؤتمر البحرين الاقتصادي
وعن تعليقه على مقاطعة السلطة الفلسطينية لحضور المؤتمر، قال: "هناك سوء تفاهم حدث لدى السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني فيما يتعلق بشأن مؤتمر المنامة وهذا ما تريده أمريكا بعد أن تداولت وكالات الأنباء العالمية حول طبيعة المؤتمر وأنا أوكد مرة ثانية أنه استثماري اقتصادي بحت ليس له علاقة بالسياسة".
لكن التسريبات التي جاءت اليوم في الصحف الإسرائيلية أكدت عكس ذلك حيث قال صحفي إسرائيلي يُدعى "باراك رافيد"، إن المنامة سمحت بدخول 6 وسائل إعلام إسرائيلية لأراضيها الأسبوع المقبل لتغطية ورشة أمريكية، متعلقة بفلسطين، مضيفاً أن "هذه خطوة لم يسبق لها مثيل من قبل البحرين التي ستسمح لأول مرة للصحفيين الإسرائيليين بتقديم تقارير من المملكة التي ليس لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، وفقاً لصحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
وعادة، لا تسمح الدول العربية التي ليس لها علاقات دبلوماسية رسمية مع إسرائيل، بما فيها البحرين، للإسرائيليين بالدخول ما لم يكن لديهم جوازات سفر أجنبية.
ولم تعلق البحرين على هذا الإعلان حتى الآن، وسط موقف خليجي رسمي يقول إنه يرفض التطبيع مع إسرائيل قبل حل القضية الفلسطينية.
اقرأ أيضاً.. مبعوث ترامب للشرق الأوسط: مؤتمر البحرين ليس رشوة للفلسطينيين
ما فائدة مؤتمر "المنامة" وسط غياب فلسطين وإسرائيل:
رفضت السلطة والفصائل الفلسطينية المشاركة في "ورشة المنامة"، وتقول إنها جزء من "صفقة القرن"، وهي خطة سلام أمريكية مرتقبة، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلاتلصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين.
وتهدف الخطة إلى توفير فرص اقتصادية ممكنة للفلسطينيين، لكن مستشار رئيس أمريكا وصهره جاريد كوشنر ألمح إلى أنها لن تؤيد الدعوات الدولية لإقامة دولة فلسطينية.
وتأتي أخبار التعتيم في الوقت الذي يشير فيه المبعوث الأمريكي الخاص جيسون غرينبلات إلى أن البيت الأبيض قد يؤخر إصدار "صفقة القرن" المرتقبة إلى ما بعد الانتخابات العليا في سبتمبر.
وفي ظل غياب المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين عن القمة الاقتصادية القادمة في البحرين، ما مدى التقدم الذي يمكن إحرازه فيما وصف بأنه الخطوة الأولى في خطة الإدارة الأمريكية التي طال انتظارها للسلام في الشرق الأوسط؟
وفقًا لما قاله الباحث المقيم في معهد أمريكان إنتربرايز والمسؤول السابق في البنتاجون "مايكل روبن" إنه على الرغم من إخبار إسرائيل بأنها ستشارك في المؤتمر من قبل الولايات المتحدة، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تتلق دعوة بعد للحدث، ويبدو أن نتنياهو يحترم قرار واشنطن في هذا الشأن ، حسبما صرح مسؤول إسرائيلي كبير للقناة 13 نيوز.
وفي سياق متصل،قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن "جرينبلات" وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاريد كوشنر قالوا منذ أيام أن مؤتمر المنامة سيعالج القضايا السياسية والاقتصادية معاً وليس الاقتصادية فقط، وبعبارة أخرى فإن مؤتمر "المنامة" ليس ورشة عمل اقتصادية بدلاً من خطة "صفقة القرن" السياسية بل هي ركيزة هامة في خطتهم للتميهد للإعلان السياسي.
اقرأ أيضاً.. رئيس لجنة الدفاع عن البحرين: "المنامة" بريئة من إعلان "صفقة القرن" (فيديو)
وقالت الصحيفة الإسرائيلية أن الصراع ليس أقتصادياً، وأن مؤتمر المنامة ليس سوى جسراً لتفجير الإعلان عن "صفقة القرن" سياسياً، خاصة وان الدول الخليجية ليست متحمسة لدفع المليارات للاستثمار في فلسطين دون عوائد بسبب مرور الكثير منها بأزمات مالية، بالإضافة إلى إسرائيل والفلسطينيين، فإن القوى العالمية الكبرى الأخرى، مثل روسيا والصين، ليست مستعدة للحضور.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" ، قال المتحدث نبيل أبو ردينة إن "أي اجتماع ، سواء في البحرين أو في أي مكان آخر ودون موافقة فلسطينية مشروعة ، يثبت أن واشنطن لا يمكنها ولن تنجح بمفردها في تحقيق أي شيء".