يسأل بعض المسلمين هل يمكن العذر بالجهل لمن لم تبلغه دعوة الإسلام ؟ وهل العذر بالجهل ينفي عن غير المسلم صفة الكفر بالله ؟ وهل العذر بالجهل ينفي فكرة أن مصير غير المسلمين يوم القيامة سوف يكون في النار مخلدين فيها ؟ تثور نقاط خلاف كثيرة حول هذه التساؤلات الشائكة، وبصفة عامة فإن الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، مفتي الجمهورية السابق يذهب إلى أن مسائل الإيمان والكفر من المسائل التي ينبغي التدقيق في الكلام عليها؛ لما يترتب عليها مِن أحكام دنيوية وأخروية، وفي السيرة النبوية الشريف ما يشير إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يعذر بالجهل حتي في أمور تمس العقيدة وتمس صلب التوحيد.
اقرأ أيضا : هل يحتكر المسلمون الجنة وهل النار هى المصير المحتوم لباقي الأمم ؟
العذر بالجهل هل يعفي غير المسلمين من صفة الكفر ولا يجعل مصيرهم النار في الآخرة ؟
ويستشهد الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد بواقعة حدثت في أيام النبى صلى الله عليه وسلم، وذلك في حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه الذي رواه أحمد والترمذي ، واللفظ له، بسند صحيح: أن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم: سبحان الله، هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم الهة ، والذي نفسي بيده لتركبن سنة من كان قبلكم، محل الشاهد في الحديث قوله: «وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ»، إذ لا شك في أن طلب بعض الصحابة من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجعل لهم مثل تلك الشجرة من الكفر، لكن لم يجر عليهم لكونهم حديثي عهد بالإسلام.