تداعت في خاطري مقولة الفنانة يسرا في فيلم عمارة يعقوبيان "الست ممكن تنسى حبيبها، تنسى جوزها لكن مش ممكن تنسى ولا تتخلى أبدا عن مجوهراتها"، وقديما قالوا: "الذهب زينة وخزينة".
وحب المرأة للذهب فطرة، وتزينها به غريزة، وإمتلاكها له وسيلة فطنت إليها لحماية نفسها من تقلبات ونكبات الدهر، فقد أدركت أنه الوعاء الإدخاري الآمن الذي لا يفقد قيمته مع مرور الوقت، ولأن ليس كل النساء مثل بعضهن، فكذلك تختلف دوافعهن في بيع ما لديهم من مشغولات ذهبية.
في هذا السياق، وأوضح نادي نجيب، سكرتير شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، أن نسبة كبيرة من النساء يترددن على محلات الذهب، لبيع ما لديهم من مشغولات ذهبية بدوافع مختلفة، إما بدفع تحقيق المكسب، خاصة عند ارتفاع أسعار الذهب، فغالبية النساء يشترين الذهب بدافع الإدخار، أو عند تعرض مشغولاتها الذهبية للكسر والتلف، أو الاستبدال بدافع الموضة والحصول على تصميمات جديدة.
وشدد "نجيب" على ضرورة اختيار المستهلك للوقت المناسب للبيع، منوها إلى أن افضل وقت للبيع هو عندما ترتفع الأسعار، مثل الوقت الحالي، إذ تجاوز سعر الجرام عيار 21 قيمة 415 جنيه.
وقال خالد رمضان، تاجر بسوق الذهب، إن ارتفاع أسعار الذهب من بداية العام بنسبة بلغت 27%، أدت إلى انتعاش حركة بيع المواطنين حيازتهم من الذهب لتحقيق مكاسب كبيرة، بسبب طفرة ارتفاع الأسعار، حيث سجلت أوقية الذهب 1350 دولار، ومحليا تجاوز عيار 21 حاجز الـ 415 جنيه، ما عزز من حركة البيع بأسواق الذهب.
وأضاف فؤاد عبد الباقي، جواهرجي بالصاغة، أن "الزبون لديه حاسة خاصة بالأسعار، فعندما ترتفع الأسعار تجد أن أغلب الناس تتجه للصاغة لبيع ما لديها من الذهب وليس للشراء، والناس تنتظر حتي تهبط أسعار الذهب، ثم تشتري".
وأوضح "عبد الباقي" أن سوق الذهب يصاب بحالة من الركود عندما ترتفع الأسعار، فالقوة الشرائية تكاد تكون صفر.
من جانبه، ذكر د. جمال السيد الأحول، أستاذ تصميم الحلي، ورئيس قسم المعادن والحلي بكلية الفنون التطبيقية السابق، في دراسة عن تحديد ميول واتجاهات المرأة في اقتناء الحلي، أن 87.33% من المرأة الريفية تقتني المجوهرات بدافع الإدخار، و56.25% من المرأة الشعبية تقتني بدافع الإدخار، بينما 45.83 % من المرأة الحضرية تقتني المجوهرات بدافع الموضة.
ما يوضح أن في كلتا الحالتين تتجه المرأة لبيع مجوهرات وذهبها، سواء للإدخار، واختيار أفضل الأوقات لتحقيق مكاسب مادية منه، أو البيع بهدف التغير واقتناء موديلات جديدة، تتواكب مع الموضة.
بينما أكدت دراسة بريطانية حديثة، أن معظم النساء يرتدين 33% من مجوهراتهن بانتظام، بينما يترك الباقي مهمل في علبة المجوهرات، ويعزي ذلك إلى أن 9% فقط من النساء يقمن ببيع أو تغير قطع المجوهرات غير المرغوب فيها.
في ذلك الإطار، قالت هند مصطفي، موظفة: "أقوم ببيع ذهبي، في حالة احتياجي للمال وأفضل بيع الذهب في الوقت الذي تكون فيه أسعار الذهب مرتفعة، فيكون مكسبي منه مرتفع، فمنذ 5 سنوات تقريبا اشتريت 100 جرام ذهب بسعر 120 جنيه للجرام، ثم بعته حين وصل سعر الجرام إلى 200 جنيه، وحينما هبط مرة أخرى اشتريت غيره، وحينما بلغ السعر 270 جنيه، وفي هذه الأيام بعته وكسبت فيه تاني، فهو أداة للمكسب".
بينما تقول هند إبراهيم، ربة منزل: "أقوم ببيع مشغولاتي الذهبية بهدف التغير، فأنا أحب دائما الموديلات الجديدة، فكل فترة أذهب إلى الصاغة، وأتابع الجديد وأقوم باختيار ما يعجبني، ثم أقوم باستبدال مشغولاتي بأخري مع دفع فرق المصنعية والوزن".
وتختلف معهم أمل علي، موظفة، حيث تقول: "أقوم ببيع ذهبي في حالة تعرضه للتلف أو الكسر، فما معي من ذهب هو شبكتي، وبصراحة احنا اشتريناه بالعافية، فصعب جدا أن افرط فيه".
وتضيف منى السمري: "أنا أحب الاحتفاظ كثيرا بمشغولاتي حتي وقت الحاجة المادية، لا أفرط فيهم فهي عزيزة عالية جدا، وتعلمت ذلك من جدتي، فكان لديها بعض القطع عمرها أكثر من خمسين سنة، فالذهب القديم له قيمة".