من يشعل النار في الخليج؟.. ترامب والملالي هذه هي لعبة المال والبقاء في السلطة.. تغريدات الرئيس الأمريكي هل هى لعبة للفت الأنظار عن تحضيرات صفقة القرن؟

ترامب والملالي
كتب : سها صلاح

لا يزال الغموض سيد الموقف في الخليج وغير معروف حتي الان من يدفع الأمور نحو الصدام أو من يدفع الأمور نحو التهدئة في منطقة الخليج العربي التي تحولت لبؤرة صدام ملتهبة .

فعلى الصعيد الأمريكي يدفع الرئيس الامريكي نحو الصدام لصالح رجال الأعمال الأمريكيين الذين يستفيدون من ارتفاع اسعار النفط والمعادن مع زيادة حدة التوتر في الخليج، بينما يميل البنتاجون للتهدئة والسعى لرمى الكرة في ملعب رجال السياسة.

أما على الصعيد الإيراني فإن المؤسسة الدينية والحرس الثوري الإيراني هما الطرفان الذان يميلان للتصعيد للحصول على أطول زخم ممكن للنظام الأيدلوجي الذي تقوم عليه ما يسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران وتعبئة الشعب الإيراني خلف مؤسسة الملالي بدلا من الالتفات للمشاكل الاقتصادية التي تعصف بالنظام الإيراني من الداخل، بينما يحاول من يمكن وصفهم بحمائم الملالي تهدئة الأمور إيمانا منهم بأنه من الضروري أن يتطور النظام الحالي في إيران في اتجاه الانفتاح على العالم.

من ناحيته مصطفى الأمين، الخبير العسكري، إن الغموض الذي اكتنف موقف ترامب من إيران يجعل المتشددين في "طهران" يقولون: لقد كنا على صواب، كانت الخطوط الحمراء أعلى بكثير مما هي عليه في الواقع، ويمكننا أن نقاوم أكثر. وأضاف أن هناك أشخاصًا كانوا يضغطون داخل إيران؛ من أجل المزيد من المقاومة، والمزيد من الانتقام، وسيقولون الآن: هل رأيتم؟ كنا على حق. ترامب لا يريد الحرب، فلنضغط أكثر.

وأشار الأمين إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر قائلاً: إن أرادت إيران القتال، ستكون هذه هي النهاية الرسمية لإيران.

وهو ما يتفق معه الخبير العسكري محمد عبد الحليم إنه لا الذي يقول إنه لا يعقل أن يضرب "ترامب" إيران بالنووي، ولكن ما يفكر فيه أكبر من ذلك.. سيجعلها تقضي على نفسها اقتصاديًّا أولاً، ثم يجعل حلفاءه في الخليج وأوروبا يقضون عليها عسكريًّا.

تشتيت الانتباه عن مؤتمر المنامة

وأضاف: لقد حاول ترامب فيما يخص إيران أن يتفوق على أوباما ببرنامج "مايك بومبيو" وزير الخارجية الأمريكي، وهو انسحاب أمريكا من الصفقة النووية وإعادة فرض العقوبات المصممة لدفع مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر. كان بإمكان ترامب الذهاب إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين؛ ليطالبهم بتحسين اتفاق إيران، وتمديد تجميد أسلحتهم النووية لـ10 سنوات أخرى، وحصر جميع تجاربهم الصاروخية في دائرة مداها نصف قطر الشرق الأوسط. ولو فعل ذلك لكانت هناك فرصة جيدة أن يحقق ترامب تحسنًا معقولاً في الاتفاق، لكنه لا يريد.. هو أراد تشتيت الانتباه؛ ليمر مؤتمر المنامة دون أزمة، وليصرف انتباه الحكومات والشعوب العربية بتهديدات تجعلها تغض الطرف عما يحدث من مخطط في الشرق الأوسط.

وأكد أنه لو ترامب حصر نفسه في تعديل جيد بسيط لصفقة إيران، لَبَقِيَ البرنامج النووي الإيراني مجمدًا لمدة 25 عامًا، لو لم يشرع في العمل على تغيير إيران؛ لإثبات قدرته على التفوق جذريًّا على أوباما، لكنا في مكان أفضل كثيرًا مما نحن فيه الآن، لكننا هنا.

مليون و200 ألف قوام الجيش الإيراني

وأشار "عبد الحليم" إلى أن الجيش الإيراني يضم في صفوفه أكثر من 700 ألف فرد، بما في ذلك جيش تقليدي يضم حوالي 350 ألف جندي. أما عن قوات الحرس الثوري الإيراني، فتتكون من 125 ألف جندي آخرين في جيشها، و20 ألف فرد في قواتها البحرية.

الحرس الثوري وراء النزاع مع أمريكا

ولفت إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو من خلق النزاع بين أمريكا وإيران، وتحرس هذه القوة مضيق هرمز الاستراتيجي، وتشرف على برامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وأعلنت مسئوليتها عن إطلاق الصاروخ الذي أسقط طائرة استطلاع أمريكية من طراز RQ-4.

وأكد أن فحص أسلحة إيران بها مقذوفات باليستية وصاروخية ودفاعات الجوية وطائرا مسيرة أصبحت تغير مسار الحرب الآن؛ لعدم وجود خسائر بشرية، كما أن من بين الأسلحة التي تمتلكها إيران أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات، مثل S-300، التي يمكن أن تسقط أهدافًا على ارتفاع 15 ميلاً.

طائرات إيرانية منذ 1979

وتمتلك طهران أيضًا أسطولاً جويًّا مكونًا من أكثر من 300 طائرة، لكن لا يوجد بينها أي نوع متقدم يقارب ما تملكه القوات الجوية الأمريكية، ويشمل الأسطول مقاتلات روسية الصنع من طراز ميج 29، وقاذفات Su-24، وطائرات أمريكية قديمة أحالها البنتاجون للتقاعد، مثل F-4، كانت إيران قد اشترتها من الولايات المتحدة قبل الثورة عام 1979.

100 سفينة نصفها زوارق

وتابع الخبير العسكري محمد عبد الحليم أن البحرية الإيرانية تشغل أسطولاً يضم أكثر من 100 سفينة، نصفها تقريبًا عبارة عن زوارق صغيرة سريعة الحركة، تعجز عن مواجهة المدمرات الأمريكية بنجاح، لكنها تستطيع إيقاف حركة النقل البحري، عن طريق زرع الألغام ومضايقة السفن التجارية.

مشاة البحرية الملكية البريطانية

ومن المقرر أن ترسل مشاة البحرية الملكية البريطانية قواتها إلى الخليج لحماية السفن الحربية البريطانية، فيما يزداد احتمال نشوب صراع بين إيران والغرب في أعقاب الهجمات على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي.

الكوماندوز البريطاني

وفي سياق متصل قال "على الفتيحي"، الباحث في الشأن الإيراني، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، إن الـ 42 كوماندوز بريطانيين المتمركزين بالقرب من بليموث سيشكلون قوة للرد السريع، وسيؤدون مهمتهم من سفن تابعة للبحرية تجوب المنطقة من قاعدة بحرية بريطانية جديدة في البحرين.

وأضاف أنه من المتوقع أن تتوجه قوات مشاة البحرية الملكية إلى البحرين في غضون أسابيع، وسيؤدون مهمتهم وهم على متن سفينة Cardigan Bay المساعدة التابعة للأسطول الملكي، مستخدمين الزوارق السريعة والمروحيات؛ لحماية السفن الحربية التابعة للبحرية الملكية والسفن التجارية البريطانية.

وأشار الفتيحي إلى أنه من المرجح أن وجود مشاة البحرية بالمدافع الرشاشة على ظهر السفن الحربية أو السفن التجارية سيبعد أي زوارق إيرانية سريعة تحاول التسلل إليهم.

قاعدة بريطانيا في البحرين

وبالإضافة إلى سفينة Cardigan Bay يوجد لدى بريطانيا سفينة HMS Montrose وفرقاطة Type 23 وأربع كاسحات ألغام في الخليج، وهناك حوالي 500 من الأفراد العسكريين البريطانيين، بمن فيهم طواقم هذه السفن، يعملون في قاعدة بريطانيا في البحرين.

بدائل للنفط الخليجي

وشدد على أن أي هجوم على ممرات شحن النفط الرئيسية في العالم يمثل تهديدًا لإمدادات الطاقة والسلام، ولكن هناك بدائل أكثر للنفط الخليجي مقارنة بالماضي، ومنها النفط الصخري الأمريكي، والطرق الأخرى لناقلات النفط، بما في ذلك خطوط الأنابيب المؤدية إلى خليج عمان.

نقلا عن العدد الورقي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً