ظهر مرض "التهاب الجلد العقدي" بين الحيوانات وخاصة الأبقار في محافظة سوهاج بصورة ملفتة للنظر، الأمر الذي أثار القلق لدى الفلاحين الذين يملكون بعض رؤوس الماشية التي يعتبرونها مصدر لقوتهم ورأس مالهم ومستقبل أبنائهم.
وفي هذا السياق الهام؛ أكد الدكتور هاني محمد، طبيب بيطري أن مرض "الجلد العقدي"، هو مرض فيروسي من العائلة الجدرية يصيب الأبقار، ويتميز بارتفاع درجات حرارة الجسم لتصل إلى 40 درجة مئوية، يصاحبه وجود عقد جلدية ذات أشكال وأحجام مختلفة منتشرة في أماكن متفرقة تحت الجلد للحيوان المصاب في أماكن متفرقة بالجسم تظهر بصورة واضحة لمن يراه، بالإضافة إلى ذلك تورم بالغدد الليمفاوية، وينتقل عن طريق البعوض والذباب، نتيجة عدم التهوية أو نقص الفيتامينات والغذاء، بالإضافة الى أن بعض المزارعين لا يهتمون بتحصين المواشي.
وأضاف أن أعراض "الجلد العقدي"، تظهر في البداية بامتناع الحيوان عن الأكل، وارتفاع درجة الحرارة، ثم حدوث حمى، وظهور عقد وحبوب على الجلد في قدم الماشية أو صدرها أو جسدها بأكمله تحوى صديدًا أو تتحول لقشور جافة، ويسبب الهزال الشديد للحيوان والتهاب الأوعية الليمفاوية، ويؤثر على إنتاجية الألبان، وقد يحدث العقم أو الإجهاض للماشية العشار.
ومن جانبه؛ قال محمود عبدالرحمن، تاجر مواشي بمحافظة سوهاج، إن مرض "الجلد العقدي"، بدأ ينتشر في الحيوانات، وشهدت بعض الحالات نفوق، وتكبد أصحابها مبالغ مالية كبيرة، ونتمنى أن يتم مراعاة ذلك من المسئولين، وأن تجوب القوافل البيطرية جميع أرجاء محافظة سوهاج، وأن تكون هناك رقابة على الأسواق، ومنع الحيوانات المريضة من الدخول حتى لا تتسبب في عدوى غيرها من الحيوانات.
وأضاف لطفى محمد، مزارع، أن معظم الطرقات والترع تكتظ بالحيوانات النافقة في سوهاج، بسبب مرض العقد الجدري، وان الثروة الحيوانية للفلاح تأثرت كثيرًا بسبب نفوق حيواناتهم نتيجة انتشار الأمراض وعدم علاجها بسرعة وبطريقة صحيحة.
ونوه بعض المزارعين، أن سبب وفاة حيواناتهم عدم العناية بالأمصال التي تستخدمها الإدارات البيطرية في عملية التطعيم أثناء قيامها بحملات بيطرية للتطعيم ضد المرض.
وأكد الدكتور خالد الشريف، مدير ادارة بيطرية بسوهاج، أن ذلك غير حقيقي وعار تمامًا من الصحة، والدليل أن جميع الحيوانات التي تم تحصينها وإعطائها اللقاح بصحة جيدة، مضيفًا أن كثير من الفلاحين يرفض تحصين حيواناته بحجة خوفه من العدوى، ولكن الأمر يكون فيه أمان تام ولا يمكن أن نقوم بتحصينات تضر بالحيوانات.
وناشد الدكتور عصام عرفة، مدير مديرية الطب البيطري بسوهاج جميع المربيين أصحاب الثروة الحيوانية ضرورة التجاوب مع الحملات المخصصة لتحصين الحيوانات والماشية ومساعدتهم لتحصين حيواناتهم، مؤكدًا أن الوحدات البيطرية على مستوى المحافظة مجهزة بكافة الأدوات واللقاحات الآمنة لنجاح الحملة.
وأضاف؛ أن المرض لا ينتقل إلى الإنسان بأي شكل من الأشكال، وأنه يمكن الوقاية من المرض عند إعطاء التحصين للحيوان قبل بداية الصيف، وهو لقاء جدري الأغنام أو لقاح تقيح الجلد العقدي، لتنبيه مناعة الحيوان وبالتالي يستطيع مقاومة المرض مناعيًا، وعند ظهور أعراض المرض على الحيوان يجب عزله وعرضه على الطبيب البيطري.