تعتبر قضية رفض وجود إله في الكون هى أخطر القضايا التي تتعرض لها كل الأمم وكل الجماعات وليس العالم الإسلامي، المفارقة أنه قبل 5 قرون من الان فإن هذه المشكلة لم تكن موجودة إلا في آحاد الأفراد ، فالإلحاد لم يتحول إلى ظاهرة إلا منذ 5 قرون فقط عندما صدر كتاب دي ريفولوشنيبوس أوربيوم كولستيوم بعنوان " حول دوران الأجرام السماوية" وخلص فيه المؤلف إلى أن الكواكب تدور حول الشمس، وهو ما عارضته الكنيسة التي كانت تفترض أن الأرض هي مركز الكون، وبعد اكتشاف الجراثيم ظهر أن هذه الجراثيم هي التي تسبب الأمراض وليست الشيطان أو الأرواح الشريرة، وهنا بدأت بوادر ظاهرة الإلحاد تظهر كمرادف للعلم.
اقرأ أيضا : أنطوني فلو أشهر فيلسوف للإلحاد يتحول للإيمان بوجود إله بعد تطور علم الأحياء
الإلحاد تيار نشأ بصدام بين الكنيسة والعلم ومؤسسه انتهى للإيمان
لكن لم يظهر الإلحاد كتيار علمي له أساس نظري إلا في القرن العشرين مع كتابات السير أنطوني جيرارد نيوتن فلو وهو فيلسوف بريطاني، اشتهر بكتاباته في فلسفة الأديان، كان فلو طوال حياته ملحدا وألف العديد من الكتب التي تدحض فكرة الإله من خلال التركيز على نقد علم اللاهوت المسيحي ويعتبر مؤسسا لتيار الإلحاد، لكن المفاجأة أن السير أنطوني جيرارد نيوتن فلو أنه وفي آخر حياته وقبل أن يموت في 2010 ألف كتابا نسخ كل كتبه السابقة وقد تجاوزت ثلاثين كتابا يدحض فكرة الإلحاد، بعنوان: هنالك إله، وقد تعرض السير أنطوني جيرارد نيوتن لحملة تشهير ضخمة من المواقع الإلحادية في العالم وذلك لأنه ولخمسين عاما كان يعتبر من أهم منظري الإلحاد في العالم ثم فاجأ العالم وأعلن أنه مؤمن بوجود إله بعد أن تبعه عدد كبير من الملحدين الذين أسسوا معه لتيار الإلحاد، لكن السير أنطوني جيرارد نيوتن فلو فلو بعلميته في الطرح واستشهاده بقوانين الطبيعة لاثبات آرائه، وقد بدأ يتخلى عن الإلحاد بعد تفحص عميق للأدلة ثم أعلن ما اعتبر صدمة قوية في وسط الفكر الإلحادي في العالم تحوله إلى الإيمان بوجود إله بعد أن تسبب في إلحاد ملايين الأشخاص