تخلى عنه أبناؤه الذكور.. مأساة "مسن" فقد عمله بسبب "أمراض الشيخوخة": "في رقبتي 3 بنات ومش عارف هنعيش إزاي؟" (فيديو)

لم يكن في يوم من سنوات عمره التي تجاوزت الستين عامًا، واحدًا من الأثرياء أو ضيفًا على أبناء الطبقة المتوسطة؛ فقد ولد فقيرًا وظل كذلك حتى بلغ من العمر أرذله، لكنه كان راضيًا ومملوئًا بالأمل، وفجأة -وعلى غير إرادة منه- وجد نفسه بدون عمل أو أي مصدر دخل ينفق منه على 3 فتيات، مسؤولين مسؤولية كاملة منه، وأصبح غير قادر حتى على إطعامهم، بعد أن تخلى عنه أبناؤه الذكور وتركوه يواجه مصيره المجهول.

حسن ضيف، مسن في ربيعه الـ62، يقطن في حي الجمالية بالقاهرة، كان يعمل بإحدى ورش تصنيع الأحذية بذات الحي الذي يسكن فيه، وقد أصبح في السنوات الأخيرة غير قادر على بذل مجهود يتناسب مع عمله الشاق، والسبب في هذا تأثره بأمراض الشيخوخة التي خارت معها قواه.

اقرأ أيضًا.. كارثة.. اسم صلاح أبو إسماعيل يتصدر أكبر مجمع معاهد بالجيزة تحت إشراف الأزهر

الحرمان من التعليم

مذ الصغر؛ حُرم "ضيف"، من الالتحاق بأي مرحلة تعليمية بسبب عدم قدرة والده على تحمل مصاريف الدراسة، وحين بلغ السادسة من عمره وجد نفسه داخل إحدى ورش تصنيع الأحذية بحي الجمالية كي يتعلم المهنة ويصبح قادرًا على تحصيل نقود يساعد بها أسرته في توفير متطلبات الحياة اليومية.

اقرأ أيضًا.. نقاش بدرجة فنان.. محمد عايد يلعب بالهواء ويبدع في رسومات الـ 3D على الجدران

يعود "ضيف"، بالذاكرة إلى الوراء كثيرًا، حين أصبح "صنايعي" متقنًا لعمله، وقادرًا على اكتساب قوت يومه من هذا العمل؛ إذ يقول: "كان العائد المادي من عملي مرضيًا، ويُمكن أي إنسان من الإنفاق على أسرة كاملة، ويوفر لهم عيشة كريمة، وخاصة حين شهدت صناعة الأحذية مرحلة ازدهار، قبل 15 عامًا من الآن، إذ كان إقبال الناس على شراء المنتجات التي نصنعها مضاعفًا، ولهذا كنا في أفضل حال، وفجأة تبدلت الأحوال وتحولت المهنة إلى صناعة موسمية، وأصبحنا نعمل في الأسابيع التي تسبق عيدي الفطر والأضحى فقط، وباقي العام نبقى بلا عمل".

رغم ضعف العائد المادي الذي كان يتحصل عليه "ضيف"، وأقرانه من العاملين بمهنة صناعة الأحذية بسبب الركود الذي أصاب سوق البيع والشراء وحولها إلى "صناعة موسمية"؛ إلا أنهم اعتادوا الأمر، وأصبحت حياتهم تعتمد بالكلية على هذا الدخل الضئيل، بسبب عدم إجادتهم لأي مهنة أخرى. "منعرفش نشتغل حاجة تانية"، كما يصف "ضيف".

اقرأ أيضًا.. "تكية مولانا" بحي الخليفة.. مأوى لـ"الفقراء وكبار السن".. مركزًا لتطوير الموسيقى والفكر الصوفي.. وشاهد على تحول جلال الدين الرومي من "التشدد" إلى "الوسطية"

بمرور السنوات خارت قوى "ضيف"، تأثرًا بأمراض الشيخوخة، وهنا بدأت مأساته؛ إذ وجد نفسه بلا دخل ينفق منه على أسرته المسؤولة منه مسؤولية كاملة، وليس لها عائل غيره، فقد ظلت الفتيات الثلاث يعيشون معه لصغر سنهن، ورحل عنه أبنائه الشباب.

اقرأ أيضًا.. 6 مراحل لـ"صناعة البراميل الخشبية يدويًا".. مصطفى: "المهنة ستنتهي بموت أصحابها"

يقول "ضيف": "أنا الآن رجل مُسن، وبسبب التقدم في العمر فقدت عملي، ولا أعرف من أين أطعم بناتي؟ ليس لدىّ أي مصدر دخل، وبناتي في سن الزواج، وأخشى أن يتقدم لهن من يرغب في الزواج فأجد نفسي عاجزًا عن تجهيزهن".

يناشد "ضيف"، المسؤولين كي ينظروا إليه وأقرانه من الصنايعية بعين الرحمة، وأن يدرجوهم في قائمة المستحقين للمعاشات، إذ يقول: "أتمنى أنهم يشوفوا حل لي، وللناس اللي فى نفس حالي، إحنا عندنا بيوت مفتوحة وهموم الدنيا كتير، ومش قادرين نعيش في الظروف دي ولا نسعد عيالنا، وكل اللي بنطلبه إننا نقدر نعيش زي باقي البشر".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً