تابع العالم بانبهارٍ حفل افتتاح كأس الأمم الإفريقية فى مصر، واحتفل المصريون -بطريقتهم الخاصة - بهذا الحدث العالمى، الذى زاده زخمًا مشاركةُ أبطال دوليين ومحترفين فى هذا الملتقى الكروى الحافل، واستعدَّت القنوات له بمتابعة لحظية تُبَثُّ عبر قنوات مصرية خاصة؛ لخدمة الحدث.
امتلأت المدرجات بالجماهير، الذين حَرَصوا على تخليد ذلك اليوم وتسجيله على صفحاتهم. وتَنافَسَ المواطنون مع الفنانين ولاعبى الكرة فى التقاط الصور و«السيلفى» داخل المدرجات. وحتى وزيرات مصر تَسابَقْنَ لالتقاط الصور التذكارية داخل المدرجات.
ما إن بدأ حفل الافتتاح، واتجهت العيون نحو أرضية الاستاد؛ لمشاهدة العروض الراقصة والأغانى المبهجة، حتى وظننت للحظة أن هذا العرض الأسطورى لاحتفالات أو كرنفالات عالمية.
ما لفت نظرى التنظيم المُبهِرُ، ابتداءً من طريقة بيع التذاكر وحجز المقاعد والرقى فى تصميم الرقصات، حتى الإبهار فى الإضاءة والألعاب النارية، التى خطفت الأبصار، وحوَّلت العرض إلى كرنفال واحتفالية، طالما شهِدْناها فى دبى ليلة الكريسماس.
ما رآه الجميع من نجاح وإبهار في تنظيم حفل افتتاح بطولة الأمم يطرح فى نفسي تساؤلات: لماذا لم تفكر وزيرة السياحة فى عمل كرنفال ليلة رأس السنة؛ لتنشيط السياحة، طالما نملك الإمكانيات والتنظيم والفكر المميز هذا؟
ماذا ينقص المسئولين فى مصر؟ كثيرًا ما كنت أشاهد كرنفال الاحتفال برأس السنة فى دبى، وأتساءل: لماذا لا تنظم مصر مثله؟ وكنت أعتقد وقتها أننا لا نستطيع، ولا نملك الإمكانيات، ولا القدرة على التنظيم.
أما الآن، وبعد أن شاهدْتُ وشاهد العالم بعينه الإبهار فى حفل الافتتاح، وكيف خرج للعالم كله بهذه الروعة، أعتقد أننا فى حاجة لعقول تستطيع، وتجيد استغلال الطاقات وتوظيفها، وإعادة اكتشاف أنفسنا.
نحن فى حاجة لمسئولين يفكرون فى حلول أخرى لزيادة موارد الدولة، خاصة في السياحة؛ فهي لا تنمو وتزدهر بدون ترويج لها. ومثل تلك العروض والمناسبات إذا أحسَّنَّا استغلالها، فسيكون المردود فوق الخيال.