"ختان الإناث".. الحرام الذي فرضته عادات وتقاليد الصعيد.. سيدة: سببلي برود جنسي ولا استمتع بالعلاقة الحميمة.. والأزهر والأوقاف: الإسلام برئ من هذه الجريمة

"ختان الإناث"

باتت قضية ختان الإناث فى محافظة سوهاج، مشكلة حقيقية، لما تمثله هذه العادة من خطورة على الفتيات فى القرى والمراكز، وذلك لاقتناع العديد من الأسر بهذه العادة، وتمسكهم بإجرائها للفتيات رغم حملات التوعية التي تنظمها مديرية الصحة وفرع المجلس القومي للمرأة بالمحافظة، من خلال إقامة الندوات فى القرى والمراكز بخطورة هذه العادة، وتأثيرها على الفتيات بعد الزواج.

أضرار جسدية ونفسية

في البداية تشير "أم كريم" مُعلمة، إلى إن ختان الإناث له فوائد وإضرار، ومن فؤائده على حد قولها أنه يساعد على تهذيب الشهوة لدى الأنثى، ومن أضراره النزيف، والجور على الأعضاء التناسلية للفتاة مما يسبب أضرار جسدية ونفسية فيما بعد، وأن السيدات التي لم يتم ختانهم تنبعث منهم رائحة كريهة.

وتقول سيدة في العقد الرابع من العمر، رفضت ذكر اسمها: إنه تم لها عملية الختان وهي صغيرة وكانت جائرة جدًا عليها مما جعلها لا تستمتع بالعلاقة الحميمة إطلاقا مع زوجها إلا في حالات نادرة وقليلة، وتكاد تكون جثة أثناء تلك العلاقة، مما جعل المشاكل تنشب بينها وبين زوجها كثيرا.

وتؤكد سيدة أخرى، رفضت أيضًا ذكر اسمها خوفًا من المجتمع، أن عملية الختان التي جرت لها منذ 29 عامًا جعلتها في قمة البرود الجنسي ولا تطلب الجماع ولا تبحث عنه، وعندما يطالبها زوجها بذلك تكون في حالة ضيق كبير، مؤكدة أن عملية الختان لها أزالت جزء كبير من الأعضاء التناسلية لها مما جعلها في حالة نفسية سيئة وتتحمل الكثير من الزوج نتيجة لتلك العملية الشنعاء.

جريمة مكتملة الأركان

من جانبه أكد الدكتور سيد نوح، أخصائي النساء والتوليد وجراحة المناظير بمديرية الصحة في سوهاج، أن ختان الإناث ينقسم إلى العديد من الأقسام ومن أبرزها النوع الأول "الإزالة"، ويتم فيه إزالة الأعضاء التي تتجمع فيها الأعصاب الحسية للأنثى، وتلك جريمة مكتملة الأركان يعاقب عيها القانون، والنوع الثاني "التخفيف" أو التجميل كما يطلق عليه، وتعرض الأنثى في تلك الحالة على أكثر من طبيب نساء أو جراحة ، وفى حالة القيام بعملية الختان يكون في مستشفى عام، ويكون ذلك من قِبل التجميل وليس العادات والتقاليد.

وأضاف نوح، أن عملية الختان تتم نتيجة أسباب عدة طبقًا لأبحاث تم اجرائها، ومنها العادات والتقاليد السيئة، أو من قَبل التدين من وجهة نظر البعض، أو خوفا من وقوع الفتاة في الرزيلة، وكل ذلك اعتقادات خاطئة وغير صحيحة.

وأوضحت الدكتورة منى حنا، المشرف الطبى لتنظيم الأسرة بمديرية الصحة بسوهاج، أن قضية ختان الإناث موجودة بالفعل فى محافظة سوهاج، فى عدد من المراكز، منها جرجا ودار السلام وأخميم، ولكنها بأعداد قليلة، وتقوم مديرية الصحة بعقد الندوات والمؤتمرات فى القرى والمراكز من خلال القوافل الطبية، بالإضافة إلى التنبيه على الأطباء و"الدايات" بتجريم ومنع إجراء ختان الإناث، مشيرة إلى أن الصحة لم تضبط أو تحرر محاضر للفتيات أو الأطباء حتى الآن، مؤكدة أن اجرائها يتم فى الخفاء وبدون معرفة أحد.

طرق القضاء على الجريمة

وأكدت الدكتورة عبير محمود السيد، مدير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة سوهاج، أن مناهضة ختان الإناث يمثل قضية اجتماعية هامة؛ لأنه جريمة بشعة ترتكب في حق الفتيات، لذلك تسعي جميع المؤسسات الحكومية والجمعيات الصحية ومجالس المرأة لإيجاد حل جذري لها وإنهائها بشكل تام.

وأشارت الدكتورة سحر وهبي، مقرر فرع المجلس القومي للمرأة بسوهاج، إلى أن المجلس يسعى للقضاء علي جريمة ختان الإناث، التي تضر بالمرأة والطفل، ويقيم العديد من القوافل والندوات التي تهدف إلى التعريف بقضية ختان الإناث، وتأثيرها السلبي على صحة المرأة الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى العقوبات التى فرضها القانون على مرتكبي هذه الجريمة، وشملت الحمله زيارة لاكثر من 25 قرية وتوابعها، وتم استهداف توعيه لاكثر من 50 ألف سيدة وفتاة ريفية، وذلك من خلال آراء الأطباء ورجال الدين المسلم والمسيحى، ودكاترة علم النفس والاجتماع الذين تم الاستعانة بهم فى ندوات التوعية.

الأزهر والأوقاف: الختان ليس واجبًا أو سنة

وأكد الشيخ عبد الرحمن اللاوى، مدير المساجد بمديرية الأوقاف بسوهاج، أن ختان الإناث لا يقوم على دليل واحد صحيح على كونه واجبا أو سنة أو مكرمة، ومن الخطأ الشائع على ألسنة العوام مقولة أن الختان تهذيب لشهوة المرأة، لأن العلماء المتخصصين يقولون أن الرغبة الجنسية لدى الرجل أو المرأة يحددها العقل وليس للأعضاء الجنسية فيها دور.

وأضاف "اللاوى"، أن تلك العادة مخالفة للشرع والقانون، والقضاء عليها نوع من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأنها ترجع إلى العادات والتقاليد والموروثات الشعبية، وأصبحت له مضار كثيرة جسدية ونفسية؛ مما يستوجب معه القول بالتحريم.

وأوضح الشيخ محمد عبدالفتاح، أحد دعاة الأزهر الشريف، أنه ليس للختان أي مبرر طبي، أو سنة دينية، وأن الشريعة الإسلامية لم تذكر هعلى الإطلاق في القرآن الكريم ولا السنة، وهي عملية بالغة الخطورة على حياة المرأة، وتؤدي إلى مشكلات صحية، وهي محظورة حتى لكونها تبديل في خلق الله.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً