يستخدم بعض الأهالي في المناطق الريفية أداة تسمى البشعة لإظهار كذب شخص أو صدقه، والبشعة هي إحدى الطرق التي استخدمتها القبائل العربية في البادية و الحضر للحكم على براءة أو إدانة المتهم ، بعد استنفاذهم لجميع الأدلة لإظهار المجرم ، وذلك بتلحيس النار للسانه ، حيث تتم عملية (البشعة) بأن يجلس المتهم بجانب ( المبشع ) وهو الشخص الذي يقوم بالعملية، كذلك يجلس الخصوم والشهود لمشاهدة ما يجري ، حيث يقوم المبشع بتسخين ( الميسم ) وهو يد محماس القهوة العربية حتى تصبح حمراء من شدة النار ثم يخرجها و يقلبها , ثم يرجعها إلى النار مرة أخرى، وكل هذا يتم أمام ناظري المتهم ، وخلال هذه الفترة يقوم المبشع بدور المحقق ؛ فيتحدث إلى المتهم طالبا منه إظهار الحقيقة ، ومظهرا له مدى خطورة حرق النار للسانه ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى يقوم بمراقبة ملامح وجه المتهم عن قرب والانعكاسات البادية عليه ، وعندما تصبح يد المحماس قد جهزت ، يطلب المبشع من المتهم مد لسانه ليضعها عليه بسرعة ومهارة لا يتقنها إلا قلة من أهل البادية عرفوا هذا الفن وتمرسوا عليه ، ثم ينتظر الجميع بضع دقائق ، ثم يطلب المبشع من المتهم مد لسانه مرة أخرى أمام الحاضرين ، فإذا ظهرت البثور على لسانه فإن ذلك يعني تجريمه أما إذا بقي لسانه سليما فذلك يعني إعلان براءته من التهمة المنسوبة إليه ، فهل لاستخدام البشعة أصل في الدين الإسلامي؟ كيف تستخدم البشعة ؟ وهل البشعة لها أصل شرعي ؟
البشعة طريقة بدوية لكشف الجرائم مشروعيتها وجواز استخدامها شرعا
حول هذا التساؤل يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد أن البشعة ليس لها أصل في الشرع في تحديد السارق، وإنما يجب أن نعمل بقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: البينة على من ادعى، واليمين على من أنكر، وهو الحديث الذي رواه الدارقطني.
فهذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفي الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسكوا به دون سواه من الطرق السيئة التي لا أصل لها في الشرع، فإن الشرع لم يجعل إثبات الحقوق المستولى عليها منوطا بغير ما رتبه طريقا لإثبات ذلك من إقرار أو بينات أو نحوها.