حذر الصادق المهدي زعيم حزب الأمة في السودان من صدام محتمل بين قوات الجيش السوداني النظامية من جهة وبين قوات الدعم السريع التي تعرف باسم ميليشيا الجنجويد، ودعا المهدي، وهو شخصية بارزة في المشهد السياسي السوداني ورئيس وزراء سابق، القائد العسكري الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، إلى دمج قوات الدعم السريع التي يقودها في الجيش لتعزيز الوحدة في صفوف القوات المسلحة.
وعلى الرغم من أنه لا توجد بوادر على أن صراعا يلوح في الأفق بين قوات الدعم السريع والمؤسسة العسكرية، ولا توجد، أيضا، انقسامات ظاهرة بين حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري ورئيسه الفريق عبد الفتاح البرهان، إلا أن وكالة رويترز للأنباء نقلت عن المهدي قوله إن السودان لا يتحمل المجازفة خلال فترة الاضطراب، وأضاف "كل تفكيرنا سيتركز على تفادي هذا التطور الكارثي البادي في الأفق .
وكان حميدتي قد أشار إلى أن لديه طموحات سياسية وتكررت خطبه العلنية ووعد بمستقبل مشرق للسودانيين من القصر الذي كان يشغله البشير.
وعلى النقيض من كثيرين من ضباط الجيش، لم يتخرج حميدتي من معهد عسكري، وكان صعوده السريع في عهد البشير قد أثار الاستياء. ويقول محللون ومسؤولون أمنيون إن مقاتلي قوات الدعم السريع يفتقرون للانضباط لكنهم يحصلون في الغالب على مرتبات أفضل من جنود الجيش.
وقد بدأت قوات الدعم السريع كميليشيا بعد نشوب حرب مع متمردين في إقليم دارفور السوداني عام 2003، وانتهى الأمر إلى خضوع تلك القوة لإشراف الجيش، لكن ذلك لم يحدث إلا في أوقات الصراع.
ويوم الأحد، خرجت أعداد غفيرة من السودانيين في مسيرة إلى وزارة الدفاع السودانية للضغط على المجلس العسكري الانتقالي، وقالت السلطات إن سبعة أشخاص على الأقل سقطوا قتلى وأصيب العشرات بجروح في احتجاجات على مستوى البلاد في أكبر مظاهرات من نوعها منذ قيام قوات الأمن بفض اعتصام في وسط الخرطوم قبل ثلاثة أسابيع.