يسأل بعض المسلمين هل هناك علاقة بين جريمة الزنا وبين نقض العهد مع الله ؟ ولماذا تعتبر جريمة الزنا من كبائر الذنوب ؟ وكيف يمكن تجنب الوقوع في جريمة الزنا ؟ حول هذه الأسئلة يقول الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الديار المصرية الأسبق، إن علاقة خطيئة الزنا بنقض العهد مع الله واضحة جلية؛ لأن رب العزة جل علاه أخذ على بني ادم حين استخرجهم من ظهر ادم عهدا وطلب منهم المحافظة على عهدهم مع ربهم وأوصاهم وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته، وذلك واضح من قوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ، فإذا خالف بنو ادم أمر الله ولم ينفذوا ما أمرهم به وارتكبوا خطيئة الزنا فإنهم بذلك قد نقضوا عهدهم مع ربهم.
هل جريمة الزنا نقض للعهد مع الله ولماذا تعتبر من كبائر الذنوب ؟
ويشير فضيلته إلى أن الميثاق هو العهد المؤكد باليمين، مشيرا إلى أن للعلماء في معنى العهد أقوال يحسن الرجوع إليها. كما يشير فضيلته إلى أنه لما كان الذين يرمون المحصنات ويقذفونهن دون أن يكون لهم دليل على صحة دعواهم يستحقون الجلد، وترفض ولا تقبل لهم شهادة، وكانوا خارجين عن طاعة الله تعالى، ناسب الإتيان بكلمة الفسق الذي هو خروج عن طاعة الله عز وجل، ولما كان نقض العهد مع الله من بعد توكيده وقطع ما أمر الله به أن يوصل والإفساد في الأرض يعد ضلالا وهلاكا، ناسب أن يأتي بكلمة الخسران الذي هو الضلال والهلاك، وهذا هو الفرق بين التعريفين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
