بعدما كان شارع الجامع يملؤه الهدوء، صدر مرة واحدة صراخ وأصوات أقدام كثيرة، ليتبين أن هناك حريق هائل في الشارع لشقة تابعة لأسرة إيريترية، استقرت بها سيدة عجوز معها 6 أطفال، ووسط الركام والدخان المنبعث من الحريق تحدثت "ريت" لـ"أهل مصر" عن تفاصيل الفاجعة التي ألمت بها.
تروي "ريت محمد علي"، لـ"أهل مصر" تفاصيل نصف ساعة من الرعب قضتها داخل منزلها: جلسنا مع ضيفتنا نورا عبدالله محمود التي جاءت من إيريتريا حديثا، نتحدث ونشرب القهوة أو الشاي ليحلو الكلام.
وتابعت "ريت": "كنت أجلس وعلى قدمي حفيدي المريض بلال البالغ من العمر سنتين والذي تركته ابنتي لقضاء مشوار لها، ولما رأتني الضيفة بحفيدي همت بنفسها لصنع القهوة، لتذهب إلى ما قدره الله لها، حيث حدث كل شيء في غمضة عين، ولم أرى سوى نار تأكل المرأة البالغة من العمر 47 عاما والتي أتت بكل متعلقاتها حتى جواز سفرها".
وتابعت السيدة العجوز وهي تبكي وتشعر بالذنب على الضيفة: "لم أفكر في شيء سوى الجري على السلم مع الصغار الست ولم أدري بقدماي وهي تجري حتى نجوت مع الصغار في صراخ استنجد به ممن حولي".
وأكملت روايتها: "حتى ضيفتي تدحرجت على السلالم بالنار في جسدها وأنقذها الجيران، ويتولاها الله الآن في المستشفى".