يعتبر الموت هو الحقيقة المشتركة بين كل الأديان، وحتى غير المتدينين لا ينكرون أن الموت سر من اسرار الوجود لا يمكن تفسيره علميا ، وفي القرآن الكريم فإن الموت كان حاضرا في أكثر من آية قرآنية، منها قول الله عز وجل كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ، وقوله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ، وقول الله تعالى : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ، وقوله تعالى : وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون ، وقول الله تعالى : كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون.
تذكر الموت باستمرار متي يكون حافزا على تعمير الأرض ومتي يكون مرضا نفسيا ؟
ومن وجهة نظر علم نفس التدين فإن حضور فكرة الموت في أذهاننا فهذا لا يمنعنا من ممارسة حياتنا الطبيعية وحتى إذا تذكرنا الموت كما وجهنا الرسول لذكر هادم اللذات فهذا يكون في إطار كبح الطموحات الزائدة والارتباط المفرط بالدنيا وتجد ذكر الموت ذو أثر إيجابي على حياة الناس.. فالقلق الطبيعي يكون حافزا لإعمار الأرض.. للعمل قبل أن يداهمنا الموت.. للاستعداد الإيجابي وليس بالهروب السلبي أو التوقف عن الانشطة أو التفكير في المستقبل. إذن فالخوف المرضي من الموت أو قلق الموت المرضي لا يعبر عن نقص في إيمان الشخص ولكنه نتيجة للتعرض لضغط نفسي يحدث تغير في كيمياء المخ تجعل الشخص مريضا بهذا النوع من القلق ويحتاج للعلاج النفسي والدوائي، وذلك وفقا للاستشاري النفسي عمرو ابو خليل