على مدار ثمانية عقود لم تنقطع شركة فولكسفاغن عن إنتاج سيارات طراز بيتلز العريقة، فبمجرد النظر إلى هيكلها تتذكر أفلام الخمسينات والستينات، وكانت الشركة تعمل على تطوير أجزاء من الهيكل لتناسب العصر الحديث، إلا أن هذا الأسبوع توقفت شركة فولكسفاغن لأول مرة منذ 80 عاما عن انتاج سيارتها بمصنعها في بويبلا بالمكسيك.. هذه هي نهاية الطريق لسيارة ذات تاريخ طويل.
اشتهرت السيارة باسم "الخنفساء" وكانت رمز لنهضة ألمانيا الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية، وازدهار الطبقة المتوسطة. وكمثال على العولمة بيعت واعترف بها في العالم أجمع. كما كانت رمزا لثقافة الستينيات في الولايات المتحدة. وفوق كل هذا لاتزال السيارة متميزة بتصميمها، تماما كزجاجة كوكاكولا.
هيكل السيارة الشهير بـ "الخنفساء"
التصميم الأصلي للسيارة - هيكل مستدير ومقاعد لأربعة أو خمسة اشخاص، وزجاج أمامي يكاد يكون رأسياً، ومحرك يبرد بالهواء في خلفية السيارة- يعود للمهندس النمساوي فرديناند بورشه، الذي تم تعيينه لتحقيق حلم أدولف هتلر ومشروعه بتصنيع "سيارة للشعب"، تنتشر من خلالها الملكية الخاصة للسيارات في المانيا على غرار طراز السيارة "تي" من شركة فورد في الولايات المتحدة.
كانت السيارة تحمل بعض سمات السيارة "تاترا تي 97 "المصنعة في تشيكوسلوفاكيا في 1937، وبعض الشبه بتصاميم المهندس المجري بيلا بارينيي التي نشرها في 1934.
وفي الحرب العالمية الثانية، تم إلغاء إنتاج السيارة المكثف وبدلاً من انتاجها تحول المصنع الكائن في الريف الى الشرق من مدينة هانوفر إلى إنتاج المركبات العسكرية، باستخدام العمالة قسراً من سائر أنحاء أوروبا، والتي كانت تعمل في ظل ظروف مزرية.
أعيد إطلاق السيارة كعربة مدنية تحت إشراف سلطات الاحتلال البريطاني، وانتقلت ملكية المصنع عام 1949 إلى الحكومة الألمانية وولاية ساكسونيا السفلى، التي لاتزال تمتلك جزءاً من الشركة. وبحلول عام 1955 تم إنتاج السيارة بيتلز رقم مليون - واسمها الرسمي الطراز 1- على خط إنتاج فيما أصبح الآن بلدة في فولفسبورغ
مراحل توقف إنتاج سيارات بيتلز
كانت الولايات المتحدة أهم الأسواق الفردية لفولكسفاغن، حيث بلغت ذروة المشتريات 56322 سيارة في عام 1968، أو 40٪ من الإنتاج.
وحث الإعلان غير التقليدي والهزلي لوكالة "دويل دين بيرناخ"، مشتريي السيارات على "التفكير بشكل مصغر".
كتب برنهارد ريغر في كتابه (سيارة الشعب) عام 2013 "على عكس ألمانيا الغربية، حيث كان السعر المنخفض والجودة والمتانة تمثيلاً للحالة الطبيعية الجديدة في فترة ما بعد الحرب، في الولايات المتحدة، أعطت خصائص السيارة بيتلز مظهراً غير تقليدي إلى حد كبير في ثقافة السيارات التي يهيمن عليها الحجم والبراعة".
انتهى الإنتاج في فولفسبورغ في عام 1978 عندما حلت محلها طرازات جديدة مثل الغولف. لكن بيتلز لم تمت. فقد استمر الإنتاج في المكسيك من عام 1967 حتى عام 2003- وهي فترة أطول من صنع السيارة في ألمانيا.
وفي عام 2012، كان تصميم بيتلز أكثر أناقة نوعا ما. ويتجه الإصدار الأخير من 5961 نسخة نهائية إلى المتحف، بعد مراسم ستقام في بويبلا في 10 يوليو، احتفالا بنهاية الإنتاج