عالم الفضاء ملىء بالعجائب والغرائب وآيات الله في قدرته على خلق الكون التي تجلت في الأساس في صُنع الكون بمجراته وأسراره التي لم نعلم منها في القرن الواحد والعشرين سوى 5% فقط، وخلق الإنسان بتركيبه المُعقد. لتتجلى وحدانية الإله في صور مادية.
قد تسمع عن المجرات، وسمعت عن النجوم، والكواكب والأقمار، وكل يوم أنت في استعداد لمعرفة معلومة جديدة عن هذا الكون الغامض، وفي أحد الصفحات المسؤول عنها مجموعة من خبراء الفلك، نشرت عن شىء ليس بجديد في سماء الكون لكنك لم تسمع عنه من قبل، وهو "السديم" "Nebula "، وجمعها "سُدم" وهذه السُدم عبارة عن أجرام سماوية ذات مظهر منتشر غير منتظم مكون من غاز متخلخل من الهيدروجين والهيليوم وغبار كوني. ويدرس الفلكيون السدم عن طريق دراسة الوسط البين نجمي وبصفة خاصة بين نجوم مجرتنا، كما أنه واحد من عجائب السماء التي تري من خلال التليسكوبات وتحتاج كم هائل من الخبرة والمعدات الفلكية للقدرة على إلتقاطها
والسدم هي أجرام سماوية مثلها مثل أغلب الأجرام الموجود في السماء تشرق وتغرب ويمكن رصده بسهولة بالعين المجردة مثل سديم الجبار, ومنها ما هومعقد لرصده وتصويره، ويتكون من سحابة من الغاز والغبار الكوني يسمونها الخبراء فلكيا المادة الخام لميلاد النجوم, إذ أن أحد أنواع السدم هو ال Raw Material الأساسية لتكوين النجوم.
في العادي يشغل الفضاء الكثير من تجمعات ذرات الغاز والغبار، وهنالك سديم يمكن رؤيته ليلاً في السماء بمقراب صغير يقع في كوكبة الصياد أو الجبار وأحد أشهر سدم السماء لهواة الفلك هو سديم الجبار أو مسييه 42 وهذا السديم لا يصدر الضوء بنفسه وإنما يعكس ضوء النجوم القريبة منه على ذراته فنراه من على الأرض. توجد ثلاثة نجوم تمر عبر منتصف كوكبة الجبار تسمى "حزام الجبار". وإلى الأسفل منها توجد ثلاثة نجوم أخرى متدلية في صف واحد، تسمى "سيف الجبار" أو "خنجر الصياد". وفي الحقيقة النجم الأوسط في هذا السيف ليس نجماً، بل هو سديم يُسمى سديم الجبار.
وقام العالم الفلكي ويليام هرشل بدراسة دقيقة للنجوم عام 1774، ووجد أن الفضاء يحوي سدمًا كثيرة معظمها كبير الحجم . واستطاع أن يجد في بعضها نجوما ساطعة، ثم أخذ يتساءل عما إذا كانت كلها عناقيداً نجمية من النجوم لا غيوماً غازية، ولم يتمكن علماء الفلك قبل مرور مائة عام تقريباً من تحديد حقيقة السدم الغازية. غير أنهم لم يفعلوا ذلك بالنظر إليها بواسطة المقراب وإنما بالكشف عن طبيعة أطيافها وذلك بتحليل ضوئها بالمطياف الضوئي.
أنواع السُدم
للسُدم أنواع، منها المُظلم، والعاكس، والإنبعاثي
السدم المظلمة
هي سدم مكونة من غبار وغاز كوني، تمنع الضوء من العبور من خلالها بسبب كثافتها الشديدة وتحجب بذلك كل ما وراءها، وهي مظلمة لأنه لا يوجد قربها ما تعكس ضوءه وهي لا تُتنتج ضوءاً
السدم العاكسة
سدم تشبه السدم المظلمة من حيث طبيعتها، لكنها تلمع نتيجة الضوء المعكوس عليها من النجوم المحيطة بها، حيث تقوم النجوم المضيئة والقريبة من السدم بعكس الضوء في المنطقة التي يتواجد فيها الغبار بكمية كبيرة.
السدم الانبعاثية وهي سدم تولّد ضوءها بنفسها.
سديم الفقاعة Bubble Nebula
عبارة عن رياح من الغاز والغبار او ما يعرف ب سديم كوكبي تقذفها النجوم المركزيه الضخمه ثم تتأين من الطاقة العاليه لضوء النجم الذي انبعثت منه تشبه إلى حد ما ضباب او غيمه من السديم الكوكبي وهي مشعه بطريقة كافيه لترى في تليسكوب بصري صغير.
يقع ضمن كوكبة ذات الكرسي ويبعد بمسافة تقدر بحوالي 10,000 سنة ضوئية عن الأرض ،اكتشفه ويليام هيرشل عام 1787.
وسترلوند 2 Westerlund 2
هو تجمع نجمي حديث نسبيا ، يبلغ عمره نحو مليوني سنةوربما أقل . ويحتوي هذا التجمع على عدد من أسخن وأسطع وأكثر النجوم كتلة .
سديم السرطان
وهو عبارة عن بقايا مستعر أعظم وغبار كوني في كوكبة الثور. كان جون بفيس قد لاحظ هذا السديم سنة 1731، وتطابق موقعه المكتشف مع سجلات تاريخية تعود للعرب والصينيين والكوريين واليابانيين لموقع نجم لامع ظهر سنة 1054 . وتفيد هذه السجلات أن النجم كان لامعًا لدرجة أنه بقي ظاهرًا في وضح النهار طيلة 23 يومًا، وفي الليل طيلة 653 يومًا.