لم يكن أسمر البشرة ولقبوه بالمليونير الخفي بسبب ثروته الهائلة.. ما لا تعرفه عن علي الكسار

قيل عنه المليونير الخفي وذلك لأنه كان يمتلك ثروة كبيرة جدًا، ولكنه لم يكن يتظاهر بأمواله وثرائه، لقبوه أيضا بحضرة صاحب الرفعة الوجيه "علي أفندي الكسار"، ورغم ذلك ظل يحيا حياته البسيطة بعيد عن المظاهر، في نفس الحارة التي كان يسكن فيها، ثم انتقل إلى حي شبرا، وظل فيه حتى آخر أيام حياته.

ولد "الكسار" في 14 يوليو عام 1887 في حي البغالة بالقاهرة. وكان اسمه الحقيقي هو "علي محمد خليل سالم"،

اختار لقب "الكسار" عن عائلة والدته، وذلك عرفانًا لما قدمته له، بعدما باعت الفرن التي كانت تمتلكه مقابل أن تفدي ابنها من الالتحاق بالجيش، فأصبح اسمه منذ ذلك الوقت "علي الكسار"

كان طفل خفيف ظل تلقائي، عشق خيال الظل وكان يقلد صوت الاراجوز لدرجة كانت تُزعج والده. حتى كان يصنع اراجوز من الورق.

لم يكن التمثيل أولى المهن التي امتهنها طوال حياته، إذ كانت أول مهنة هي "السروجي" التي كان يمتهنها والده وهو لا يزال في سن صغيرة، ولكنه لم يتمكن من احترافها فتركها. أما ثاني مهنة كانت الطباخ، وكان وقتها في التاسعة فقط من عمره، وخلال هذه المهنة اختلط الطفل الصغير بالنوبيين من بوابين وسفرجية وتعلم لهجتهم وطريقة كلامهم، إلا أنه ترك مهنة الطبخ أيضا.

انطلاقته في السينما

بدأ الكسار حياته الفنية عام 1908 بالعمل في فرقة "دار التمثيل الزينبي"، ثم عمل بعدها في فرقة "جورج أبيض".

وبدأ صيته ينتشر عندما عينته مدام مارسيل في "كازينو دي باري"، وقد قال نجيب الريحاني عن هذه الفترة في مذكراته، "عندما هدى التوفيق مدام مارسيل إلى الأستاذ علي الكسار"، بدأ كازينو "دي باري" يحتل مكانا مهما في شارع عماد الدين، كما بدأ نجم الأستاذ الكسار يتلألأ في ذلك الحين إلى جانب نجمي، فقد أوجدت الظروف منافسا قويا لفرقتنا الناجحة.

حقق الكسار تقدما أكبر في حياته الفنية عندما بدأ بتقديم عروضه على مسرح الماجستيك في 6 يناير 1919 وبدأ بمسرحية ليلة 14 واستمرت عروض الفرقة بنجاح كبير، وكان أمين صدقي -المؤلف السابق للريحاني- يؤلف المسرحيات أو يترجمها من المسرح العالمي ويمصّرها ويضفي عليها الطابع الشعبي المصري والكسار يمثل ويقود الفرقة.

على الكسار المُغني 

حقق الكسار نجاحات كبيرة في عروض الغناء المسرحي، وارتبط اسم سيد درويش بعلي الكسار، حيث خرج سيد درويش من مسرح علي كسار لأنهما ارتبطا في الشعبية، أي يقدمون موضوعات من وإلى الشعب، وقد قام سيد درويش بتلحين 13 لحن لجميع الفرق المسرحية، ولحن لعلي الكسار وحده 11 مسرحية، وتوفاه الله وهو يقوم بتلحين لحن لمسرحية الكسار الجديدة 'الانتخابات" ولم يكمله، هذا بحسب ما ذكره ماجد الكسار -نجله- في حوار تليفزيوني له. 

وكان علي الكسار هو أول فنان يغني أغنية "محسوبكوا إنداس" التي اشتهرت بصوت الفنان إيمان البحر درويش، حيث قام سيد درويش بتلحينها للكسار في عام 1919.

علي الكسار الممثل 

في عام 1935 ومع ازدياد الحركة السينمائية وإضافة الصوت للفيلم السينمائي، بدأ الكسار يدخل عالم السينما، مع المخرج ألكسندر فاركاش من خلال فيلم 'بواب العمارة"، ثم انطلق علي الكسار سينمائيا وتوالت أفلامه مع المخرج توجو مزراحي حيث شكلّوا ثنائيا كان أول أفلامه عام 1936 "غفير الدرك" ثم توالت أفلامهما مثل "سلفني 3 جنيه"، و"عثمان وعلي"، و"100 ألف جنيه" و"علي بابا والأربعين حرامي، و"الساعة سبعة"، و'نور الدين والبحارة الثلاثة"، و"التلجراف"ّ

وقدم الكسار أفلاما أخرى مع مخرجين آخرين أمثل ألفيزي اورفانيللي الذي قدم معه فيلم 'يوم المنى" ومع المخرج عبدالفتاح حسن فيلم "محطة الأنس"، والمخرج حسن فوزي الذي قدم معه فيلم "ألف ليلة وليلة". 

الفنان علي الكسار لم يكن أسمر البشرة مثلما كان يظهر على الشاشة أو في المسرح، فهو لم يكن من جنوب مصر، وبشرته لم تكن سمراء وإنما فاتحة اللون، وكان يقوم كل ليلة قبل الظهور على المسرح بصباغة وجهه بخلطة خفية يصنعها بنفسه، حتى يجسد شخصية عثمان عبدالباسط الأسمر اللون، وهذه الخلطة لم يعرف أحد تركيبتها، وكانت تعطيه الشكل الأسمر كأحد أبناء النوبة وقد أتقن اللهجة النوبية عندما كان يعمل طباخاً، فكان زملاؤه نوبيين وكان يتحدث مثلهم.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً