قصر تاريخي بالمنيا يتحول لمأوى للأفاعي.. صاحبه خواجة فرنسي شيده على الطراز الإيطالي.. وهيئة الإصلاح الزراعي تؤجر الحديقة بـ3000 جنيه لتربية المواشي (صور)

قصر الخواجة الفرنسي "فورتينيه" بالمنيا
قصر الخواجة الفرنسي "فورتينيه" بالمنيا

تحول قصر أحد أشهر تجار القطن الفرنسيين في مصر، الكائن بعزبة فورتينيه بمركز ملوى جنوب محافظة المنيا إلى مأوى للأفاعى ومرعى للأغنام وأدرج كمعزل للنفايات الصحية، على بعد نحو 3 آلاف متر من مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا تقع عزبة فورتينيه التي يتوسطها قصر يحمل الاسم ذاته شيده صاحبه الخواجه الفرنسي "فورتينيه انطونيو ماركو" عام 1916 أي منذ 103 عام وهو التاريخ المسجل أعلى مدخل باب القصر، أشهر تاجر للقطن في صعيد مصر، والذي اختار الاستقرار بعزبة تقع على مقربة من مركز ملوي ليقوم بشرائها ومن ثم يشيد بها قصره الذي يحمل الحرف الأول والثاني من اسمه و اسم والده حتى أطلق على العزبة "عزبة فورتينيه"، ورغم مرور نحو 103 عام على الإنشاء إلا أنه لم يعترف به كقصر أثرى يجب الحفاظ عليه والاحتفاظ بهويته.

تحفة معمارية فريدة

قصر الخواجة الفرنسي، تاجر القطن، تحفة معمارية فريدة شيد على الطراز المعماري الإيطالي في عصر محمد علي باشا من طراز فن النهضة المشيدة قصوره على فن الباروك والركوك المعماري الذي ساد تلك الحقبة التاريخية حتى القرن الثامن عشر، والتي كانت قد شيدت عدة قصور بمحافظة المنيا على الطراز ذاته إلا ان عدد كبير منها سقط أرضا و اختلط رماده بتراب بالارض، إلا وإنه رغم تخطي عمره 103 عاما مازال شاهدا على عبق التاريخ.

وعلى مقربة من قصر الخواجة وضع باب حديدي نسج عليه حرفي FA وهما أول حرفين لصاحب القصر فورتينيه انطونيو ماركو، و على الجانب الأيسر للقصر توجد غرفة كانت مخصصة لأبواب القصر وعلى الناحية الأخرى يوجد مبنى شيد خصيصا لوكيل الخواجه فورتينيه يضم وحدة سكنية متكاملة ،ثم تاتي جنينة القصر و التي تحيط القصر من كافة جوانبه و التي كانت تضم في السابق ما يقرب من 90 شجرة مانجو وشجر الأرنج وغيره من الأشجار النادرة ، ويضم بدروم به مطبخ صنع له سلم ، ثم يأتي المنزل الذي يقطنه الخواجه الفرنسي في طابقين الطابق الأول يحوي عدد من الغرف لأسرة الخواجه الفرنسي ثم تأتي قبة القصر والتي تعلوها الاتجاهات الأربعة مدونة ببداية كل حرف منها بالإنجيليزية.

مأوى الأفاعي والحيوانات الضالة

انتهت أسطورة قصر فورتينيه وأسدل الستار على أشهر تاجر خواجه للقطن المصري بصعيد مصر وتم تأميم القصر، وترك الخواجه فورتينيه وأسرته البلاد وتوجهوا إلى فرنسا، لم ينتهي الامر علي ذلك بل استحوذ الإصلاح الزراعي علي جنينة القصر والتي تحوي عدد من الأشجار النادرة و من ثم استحوذت عليها إحدي الشركات و التي قامت بتأجيرها لأحد الفلاحين لاستغلال الجنينة كحظيرة لإيداع المواشي والحيوانات ، فضلا عن مشاركة الأفاعي والحيوانات الضالة للمعيشة داخل جنينة القصر، ثم يأتي القصر والذي تم استغلاله عقب التأميم كمعزل للمرضى حاملي العدوى و من ثم تحول إلى مخزن لمخلفات الصحة.

يقول أحد مستأجري جنينة القصر إن عائلتي قامت باستئجار جنينة قصر فورتينيه منذ الثمانينات ويتم دفع 3 آلاف و750 جنيه للإصلاح الزراعي ومن ثم تم دفع ثمن الاستئجار الى شركة البساتين، لافتًا إلي إنني استغل الجنينة للسمر فقط وتربية المواشي والأغنام".

مخزن لمخلفات الصحة

واستكمل أن قصر فورتينيه تابع لوزارة الصحة حيث أنه كان معزل للمرضى حاملي العدوى إلا أنه في نهاية الأمر تم تحويله كمخزن لمخلفات الصحة، مشيرًا إلى أن هيئة الآثار جاءت لمعاينة القصر مرة واحدة فقط، موضحًا أن حديقة القصر تضم عدد من الشجر النادر لفاكهة تسمى السابوتا وهي فاكهة محلاه تشبه فاكهة الكيوي من الخارج فقط والموطن الاصلي لها أمريكا الوسطى وخاصة المكسيك، وفاكهة تشبه فاكهة الكاكا لكن من الخارج فقط كما كان يوجد نخلة إسكايز قامت شركة البساتين ببيعها بـ 3 الاف و500 جنيه وحينما تم اقتلاعها وجدنا أسفلها صندوق من الحديد، لافتا إلى أن نجلة الخواجه الفرنسي فورتينيه جاءت لمحاولة إستعادة قصر أبيها مرة أخري إلا أنها لم تجد من يستقبلها و لم تجد من يساعدها لاسترداد القصر.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
إسرائيل تعلن تدمير منصة صواريخ متنقلة لحزب الله جنوب لبنان