تحتوي محافظة سوهاج على العديد من المناطق الأثرية القديمة القبطية والإسلامية والفرعونية، يأتي إليها الزائرين من كل فج عميق، من داخل المحافظة وخارجها، وحتى السائحين من خارج البلاد يأتون إليها للاستمتاع بها ورؤية التاريخ عن قرب، وجها لوجه، أو التعبد أو التبارك بالمكان أو العلاج فى بعض الأحيان وغير ذلك، ونشر الموقع من قبل أهم محتويات الدير الأبيض «دير الأنبا شنودة» في سوهاج، واليوم نرصد لكم ما لا يعرفه الكثيرون عن الدير الأحمر «دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول» غرب سوهاج.
_ الدير الأحمر
يقع الدير الأحمر، دير «الأنبا بيشاي والأنبا بيجول» بالمنطقة الجبلية، غرب مدينة سوهاج بـ 12 كيلو متر تقريبا، وفى جهة الغرب من الدير الأبيض «دير الأنبا شنودة» بـ 4 كيلو متر تقريبا، وتم بناؤه في القرن الرابع الميلادي، وأسسه القديس بشاي وذلك طبقا لما ذكره الأنبا شنودة، وهو عبارة عن تحفة معمارية، تظهر فن الحضارة القبطية .
ويعتبر الدير الأحمر« دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول» من المتاحف المفتوحة، للزخارف الجدارية التي مازالت تحتفظ ببهائها وجمالها حتى الآن، وتصور الرسومات الموجودة على حوائطها مجموعة من أنبياء بنى إسرائيل، وصور تمثل باباوات الكنيسة فى فترة الإنشاء، وصور تمثل آيات من الإنجيل وقصص من العقيدة المسيحية مثل المسيح على العرش والعذراء المرضعة.
_ سبب تسمية الدير الأحمر
سمى الدير الأحمر، دير «الأنبا بيشاي والأنبا بيجول»، بهذا الاسم لأنه بنى من الطوب الأحمر، على غرار الدير الأبيض «دير الأنبا شنودة الذى بنى من الطوب الأبيض وسمى بالأبيض نسبة إليه، وبنى على النظام الباخومى، على شكل بازيليكات ذات صحن طويل، وجميع الأسطح به والحوائط مكسية بالرسومات الجميلة زاهية الألوان.
_ شكل ومحتويات الدير الأحمر
الشكل الخارجي على شكل مستطيل، وهذا هو الشكل الذى تميزت به مساقط المعابد المصرية القديمة، أيضًا السور الخارجي يميل إلى أعلى، ونحت أعتاب المداخل الخارجية مستوحاة من المعابد المصريه.
ويوجد بالدير الأحمر عدة أيقونات حسب تصنيف منظمة اليونسكو، فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة فى البحر؛ وهى عبارة عن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة تمثل الروح القدس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطي، وأيقونة العشاء السرى من القرن الثامن عشر الميلادي، ومنها أيقونة مرضعة اللبن وهى نادرة كونها واحدة من ثمان أيقونات بالعالم، و أيقونة الآباء الثلاث الأثرية «الأنبا بيجول والأنبا بيشاى والأنبا شنودة».
جدير بالذكر أن الهيكل الأثري يستعمل حاليًا ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان، إحداهما قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان فى وقت من الأوقات، والجناح الشرقي للهيكل الأثري يوجد به تاج الأعمدة القبطى على شكل ورق العنب، مع وجه نسر فى كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، والجناح الشمالي يوجد به عمودان كبيران فى الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطى، والجناح الجنوبي به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد فى منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل.
ومازال قصر الملكة «هيلانة» أم الملك «قسطنطين» قائمًا بالدير، وقد قامت ببنائه الملكة لما علمت بتجمع الرهبان فى هذه المناطق، فأمرت ببناء قصر لحمايتهم من أخطار البرية ويرجع تاريخ هذا القصر إلى القرن الرابع الميلادي، ويتكون من ثلاثة طوابق ويوجد به السور الأثري، كما يوجد بداخل السور أيضا كنيسة أثرية صغيرة باسم السيدة «العذراء مريم»، وتم العثور على كنيسة قديمة بداخل السور الأثري أيضًا، كما توجد خارج السور منطقة أثرية بها بئر أثري وبقايا قلالى قديمة، وبعض الأنشطة مثل طحن الغلال ومعصرة زيتون.
_ ترميم الدير الأحمر
يذكر أنه قام مركز البحوث الأمريكي بمصر بمشروع الترميم للدير الأحمر« دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول» من 2003 حتى 2018 م، و مازال المشروع مستمرا لحين الانتهاء من جميع الأعمال بالتعاون مع فريق من المرممين الإيطاليين والكنيسة القبطية الأرثوذكسية ووزارة الدولة للآثار بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد تم اعتماد مبلغ 30 مليون جنيه من هيئة اليونيسكو بالاتفاق مع جامعة جنوب الوادي لتطوير الدير وجعله مزارا سياحيا عالميا، وقد بدأ العمل فيه منذ سنتين تقريبا من خلال بعثة إيطالية لترميم الرسومات الجدارية بالدير.
وقد وضع الدير الأحمر « دير الأنبا بيشاي والأنبا بيجول» بسوهاج على قائمة التراث العالمي، وبذلك يُصبح أول موقع أثري مصري يوضع على القائمة ويعتبر هو ومدينة «القدس» الموقعان الوحيدان اللذان تم الموافقة على وضعهما على قائمة التراث العالمي من بين العديد من المواقع العربية التي طلبت التسجيل على القائمة في العالم العربي.