يبدو أن السفير الإسرائيلي الجديد سيجد مشقة في إدارة العديد من الملفات الهامة بين كل من مصر وإسرائيل في ظل تطور الاحداث السياسية بشكل ملحوظ، هنالك العديد من الملفات التي تثير انتباه الرأي العام وتنتظر إجابات وحلول من السفير، حيث يحمل على كاهله الملف الافريقي وملف مياه سد النهضة، هذا إلى جانب الزيارات المتبادلة بين البلدين وملف السلام البارد بين الفلسطيين والإسرائيليين.
وعلي رأس طاولة الملفات تأتي مبادرة "السلام الدافئ" التي اقترحها الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية واجراء مصالحة فلسطينية داخلية، وهو ما يعني أن العرب أصبحوا وسطاء للتصالح بين فلسطين وإسرائيل، تلك المبادرة تتولاها مصر وتجمع بين مسئولين فلسطينيين وإسرائيليين لمناقشة تدابير بناء الثقة، ستكون موضع ترحيب من قبل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، جزئيا؛ لأن واشنطن ليس لديها الكثير لتقدمه في عملية السلام، فالعلاقات الأمريكية مع مصر وإسرائيل، خلال السنوات القليلة الماضية، شهدت توترا حول العديد من القضايا، والمسار يعطي نتنياهو فرصة للعمل مباشرة مع الجهات الفاعلة في مصر والأردن، وربما دول الخليج العربي على نهج إقليمي.
ويري نتنياهو المبادرة التي تقودها القاهرة كفرصة لاستباق مبادرات السلام الأوروبية، التي منها ربما بوساطة أمريكية؛ باعتبارها وسيلة لتخفيف الضغط الدولي في انتقاد إسرائيل وكمدخل لتعزيز صورته كرجل دولة، ومن المرجح أنه سيحاول الحفاظ على سير المناقشات في إطار التركيز فقط على تدابير بناء الثقة وخطوات مؤقتة مثل نقل المزيد من الصلاحيات للسلطة الفلسطينية في مناطق معينة من الضفة الغربية.
تأتي بعد ذلك زيارة سامح شكري وزير الخارجية إلى إسرائيل، والتي طرحت العديد من التساؤلات حول توقيتها في الوقت الذي قام به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بجولة أفريقية، زار خلالها إثيوبيا، التي تقوم ببناء سد النهضة، الذي تعتبره القاهرة مصدر تهديد لأمنها القومي، في حين أن وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت رغبة القاهرة حول إسرائيل وسيطا بين القاهرة وأديس أبابا للتوصل إلى حل لأزمة سد النهضة.
جدير بالذكر أن السياسة الخارجية الإسرائيلية منذ ستينيات القرن الماضي تمارس أدوار تعادي المصالح الاستراتيجية المصرية في تلك المنطقة، وبخاصة في ما يتعلق بالمشروعات المائية، إذ كان الهدف الإسرائيلي المباشر هو "خنق مصر مائيا" أو على الأقل "إلهاء مصر" في مثل هذا النوع من القضايا، حتى تنفض يدها عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي.
هناك أيضا ملف الزيارات التي من المتوقع أن تتم، فنجد أن هناك تقرير إعلامي إسرائيلي كشف عن ترتيبات تتم لزيارة قريبة يقوم بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى مصر من أجل لقاء السيسي قبل نهاية العام.