نُعجب في كثير من الأحيان بها، وتغرينا أشكالها، وتعتبر هى المجوهرات الأكثر مطمعا للنساء والرجال من جميع الأعمار، ولعدة قرون يعشقونها، ويستخدمونها للتزين، ولكنها ذات طابع خاص في نفوس الكثير من الناس، منهم من يعتقد انها تجلب الحظ، وعلاج للأمراض النفسية وتقي من الحسد، وآخرون يقدسونها لدرجة تصل إلى العبادة، يقتنيها السياح بشراهة ويدفعون فيها أسعار باهظة؛ إنها "الأحجار الكريمة". ذُكرت في جميع الأديان القديمة حتى آخر الديانات السماوية «الإسلام» وقد جاء وصف بعض الأحجار الكريمة في القرآن الكريم في قوله تعالى: "يخرج منها اللؤلؤ والمرجان"، وهي أحجار كريمة عضوية تنتج من خلال إفرازات عضوية للكائنات البحرية.
نُهى.. عاشقة الأحجار الكريمة
وفي حي الجمالية التابع لمحافظة القاهرة، تعشق "نهي طه" البالغة من العمر 31عامًا، الأحجار الكريمة، فمنذ نعومة أظافرها تحب رؤيتها واللعب بها، وكانت تحلم بالعمل فيها ومعرفة أسرارها وتفاصيل تلك المعادن التي يخطف بريقها الأبصار، حصلت على تمهيدي ماجستير فنون جميلة، وأخذت الأحجار دراسة لها، وبدأ حلمها يتحقق عندما عملت مع والدها في هذا المجال منذ 11 عامًا.
تقول نهى، في حديثها لـ" أهل مصر": إن علم الأحجار الكريمة أو علم الجواهر هو فرع من فروع علم المعادن، الذي يدخل في منظومة علم الجيولوجيا، وتتكون الأحجار الكريمة في باطن الأرض، ولا دخل للإنسان في تكوينها، ومع ذلك فإن بعض الأحجار الكريمة أمكن تصنيعها في المعمل تحت ظروف معملية خاصة، وهناك العديد من أنواع وألوان للأحجار الكريمة التي لا تنبض فقط بالجمال، بل تخبئ في أعماقها أسرارا دفينة، امتدت عبر الزمان. مؤكدة من خلال دراستها أنه لا يوجد صحة لكثير من الخرافات المنتشرة حول الاحجار الكريمة، وأشهرها هي حماية الأحجار لصاحبها من الحسد؛ و تنفلق دفاعًا عنه.
أنواع الأحجار الكريمة
وأشارت "نهى"، إلي أن الأحجار نوعان "كريمة، وشبة كريمة"، والأحجار الكريمة النادرة مثل: الياقوت والألماس و اللؤلؤ، والغير كريمة مثل الفيروز، وتختلف أسعار الأحجار الكريمة حسب نوعها ودرجتها، ويمكن تمييز درجة الحجر، حسب لونه وحجمه ومقاسه وتقطيعه، مؤكدة أن "الياقوت" من الأحجار النادرة باهظة الثمن، و تحتل المرتبة الأولى من ناحية الأهمية بين الأحجار الكريمة، وتتميز بأن لونها أحمر ولامع وقاتم. و"الألماس" يحتل المرتبة الثانية من ناحية الأهمية، وما يميزه أنه نقي أبيض أو أصفر، وتشكل مع مرور الزمن نتيجة الضغط الهائل الواقع عليه في باطن الأرض. أما "السفير" هو نوع من معدن الكوروندوم الذي يتميز بلونه الأزرق، ويتكون تحت الأرض بالحرارة والضغط الشديدين، وهو موجود بجميع الألوان عدا الأحمر. وهناك عشرات الانواع الاخرى ومنها: " السفير النجمي، العقيق، الجزع، العقيق اليماني، الجمشت، توباز، أوبال، عين الهر، البريل، زبرجد، التورمالين، حجر الكونزيت، المورغنيت، حجر الدم، اللؤلؤ".
وعن أسعار الأحجار الكريمة تؤكد: أن هناك أنواع طبيعية باهظة الثمن مثل الياقوت والكهرمان والألماس يتراوح سعرها ما بين 250ألف إلى مليون جنيهًا، وذلك على حسب النوع والوزن. وهناك أنواع مصنعة ومستوردة تملأ الأسواق المصرية يقبل عليها الغاوين على أنها "اكسسوارت" يتوارثها الأجيال، ويتراوح سعرها ما بين 150 جنيهاً إلى 2000جنيهاً.
وأوضحت "نهى" أن نسبة الإقبال على شراء الأحجار الكريمة في مصر أصبحت ضئيلة جدا، مقارنة بالماضي، وهذا يرجع لارتفاع الأسعار، وقلة من يقدرون قيمة هذه الأحجار، فهناك الكثيرين من يستهزئون بها، مضيفة أن الأحجار بها مواد وإشعاعات تساعد على العلاج، فعلي سبيل المثال: "لبس عقد من اللولي يعمل علي تهدئة الأعصاب ويزيل التوتر" وهذه الأحجار ماهي إلا تركيبات كيميائية لها العديد من الفوائد عن طريق الإشعاعات التي تخرجها، وأنهت كلامها قائلة: "هذه الأشياء فيها شفاء لبعض الأمراض فعلينا الاستفادة منها".