كيف تحوّل حسين كمال من مخرج العُمق لرائد السينما التجارية في السبعينات؟

شهدت فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي طفرة في تطور السينما المصرية التي شهدت على العديد من نجوم الفن في السينما والمسرح، لم يكن هؤلاء النجوم مجرد ممثلين وممثلات، بل كُتاب، ومصورين، وموسيقيين، حتى أن المُخرج قديمًا كان هو البطل الأول للفيلم لمن يعي.

كتب عدد من مُخرجي تلك الفترة أسمائهم من ذهب في أرشيفات السينما على أعمال لا زالت خالدة حتى اليوم، ومن بين هؤلاء النجوم "حسين كمال" رائد السينما التُجارية بشكلها الأول، كما شاهدناها في "أبي فوق الشجرة" مع نهاية عام 1969 قبل بداية الحِقبة السبعينية التي شهدت أفلام تسير على نفس النهج التجاري مثل الفيلم الشهير"خلي بالك من زوزو".

في أرشيف "كمال" أكثر من 30 فيلمًا تعد أغلبها من علامات السينما المصرية، هذا المخرج الذي درس في معهد باريس للسينما، ثم درس الإخراج المسرحي والدراما في روما، قدم على مدى ثلاثين عاما أعمالًا مختلفة للتلفزيون والمسرح والسينما والإذاعة.

ما هو سر التحول؟ 

اتخذ كثير من مُخرجي فترة الستينات الطابع العميق والتقليدي وهو ما شاهدناه في أفلام حسين كمال أهمها شىء من الخوف، هذا العمل الذي تسبب لبعض مُضايقات قبيل عرضه لأسباب سياسية، ولكن سمح عبد الناصر بعرضه بعد مشاهدته.

ففي هذا العمل طرح أباظة دور فؤادة الفتاة الصغيرة التي تحب عتريس الفتى البريء النقي لكن عتريس الذي ينقلب الي وحش كاسر ويعيش علي القتل والنهب يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوي فؤادة، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة. ولما لم يستطع ان يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج

وترفض فؤادة ويتم تزوير الوكالة وتنتقل إلى العيش مع عتريس دون شرعية، وتقاوم البلدة محاولات عتريس انتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتي الموت، عندما تحرقه البلدة، ويفر رجاله، وتنضم فؤاده للبلدة لتوديع الشهيد محمود.

وفي نهاية هذه المرحلة، حين أسند لحسين كمال إخراج أبي فوق الشجرة ليكون التعامل الأول له مع معشوق الجماهير العندليب عبد الحليم حافظ، ليتجرد "كمال" من العمق ليقدم أول كليبات داخل أفلام السينما.

كتاب صنعوا نجومية حسين كمال

أخرج حسين كمال أفلامًا معظمها مقتبس من روايات مصرية، خاصة روايات إحسان عبدالقدوس وهو من كتب قصة فيلمه الشهير "أبي فوق الشجرة" وإمبراطورية ميم، ودمي ودموعي وابتسامتي.

كما عمل كبار الكتاب في تلك الفترة أمثال يحي حقي في "البوسطجي"، وثروت أباظة في "شىء من الخوف"، ويوسف السباعي في "محم لا نزرع الشوك"، والعالمي نجيب محفوظ في "ثرثرة فوق النيل"، ويوسف السباعي في "الندّاهة" وحبيبي دائمًا، والعديد من الكتاب والنجوم الذين صنعوا أفلام هذه الحقبة.

توفى حسين كمال عام 2003 حيثُ كان في عقده السابع، وجاءت أربعة من أفلامه في قائمة أفضل مائة فيلم مصري وثلاثة في قائمة أهم مائة فيلم عربي، لتترك أعماله بصمة في تاريخ السينما المصرية.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مجلس النواب يوافق على مشروع قانون لجوء الأجانب نهائيًا