يبدو أن إفاقة الرئيس التونسي قائد باجي السبسي من الوعكة الصحية التي تعرض لها بعد تعرض الدولة لعدة انفجارات الشهر الماضي، كانت "صحوة الموت" كما يطلق عليها، فما لبث أن مر أقل من شهر حتى تعرض لأخرى أسفرت عن وفاته، والسؤال هنا ماذا سيحدث في الانتخابات التشريعية أكتوبر المقبل والرئاسية نوفمبر الذي يعقبه؟ دعونا نتناول الانتخابات التشريعية بشكل أكثر توضيحا خاصة في ظل ترشح رئيس حركة النهضة التونسية الإخوانية عن حزبه في الانتخابات البرلمانية التونسية المقبلة.
بموجب المادة 84 من الدستور في حالة شغور منصب الرئيس يحل رئيس البرلمان بمنصب تسيير أعمال الرئيس لمدة لا تزيد عن ٦٠ يوما وفي حالة لم يتم اعلان انتخابات يتم اجتماع المحكمة الدستورية لإعلان الانتخابات لسد فجوة " الفراغ الدستوري".
وبالتالي فإن تونس أمام اختيارين إما تعجيل الانتخابات الرئاسية بدلا من نوفمبر المقبل وبالتالي تبكير الانتخابات التشريعية ايضا وهذا ما يخطط له الإخوان برئاسة " الغنوشي" ويبدو أن قطر ايضا كانت تعلم جيدا بحالة الرئيس التونسي الغير مستقرة لذا دعمت رئيس حزب النهضة للترشح في الانتخابات البرلمانية المقبلة في تونس بالإضافة إلى السيطرة علي الكثير من مفاصل اقتصادية هامة في البلد المنكوب.
الاقتصاد التونسي في قبضة قطر
حيث كانت مجموعة التريكي من خلال مزاد علني من نصيب الشيخة موزة والدة أمير قطر تميم بن حمد حيث حصلت بموجب فوزها بالمزاد على أسهم ببنك ”الزيتونة“ والبالغ عددها 25.084.739 بسعر بلغ 4.460 مليم عن السهم الواحد إلى المجموعة القطرية.
ووفق ذات المصدر، فإن كتلة الأسهم التي تم بيعها تمثل 20.903% من رأسمال البنك، وأن قيمة صفقة التفويت بلغت 111.88 مليون دينار "38.7 مليون دولار" لفائدة فرع تونس لمجموعة ماجدة القطرية.
وكانت مجموعة التريكي، اشترت في الـ6 من شهر يوليو من عام 2018، كافة أسهم البنك الإسلامي للتنمية، والتي قالت إنها تشكل 20.9% من رأسمال بنك الزيتونة،
ووفق موقع قطريليكيس، فإن مجموع أسهم المجموعات المذكورة كان يمثل 9.4% من رأسمال بنك الزيتونة، وأنّ كل سهم بيع في البورصة بـ4.060 مليم، بما مثل مبلغًا يساوي 48.2 مليون دينار(حوالي 16 مليون دولار).
وبذلك أصبح رأسمال بنك الزيتونة بعد إتمام الصفقات مملوكًا بنسبة 100% من قبل شركة ماجدة بتونس، بعد أن اشترت في وقت سابق أيضًا حصة الدولة في البنك المصادرة من صهر الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، صخر الماطري.
اقرأ أيضاً.. بعد وفاة قائد السبسي.. الرئاسة التونسية تدعو المواطنين إلى الالتفاف والتكاتف
وكانت تميم قد سبق أن وجه شركة نبراس القطرية للتحكم بقطاع الطاقة في تونس، إذ أعلنت شركة نبراس القطرية للطاقة الحكومية، استكمال الاستحواذ على حصة 60% من شركة قرطاج للطاقة في تونس، حيث تولت عملية الاستحواذ شركة هولندية تابعة ومملوكة لها بالكامل.
هل يطمح الغنوشي لرئاسة الجمهورية التونسية؟
أكدت صحيفة "ذا تونسيا" أن طموح راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي لن يصل إلى رئاسة الجمهورية بعد رؤيته للتجربة المصرية وسقوطها، كما أنه اذكى من تكرار التجربة الاردوغانية التي سقطت سقوطا مدويا في تركيا، خاصة وأن " الذئب العجوز" وصل إلى عامه الستين، ومن لم يعرف " الغنوشي" فهو من عتاه الإخوان الذي نصح الإخوان في مصر بعدم تعدي الطموح عن رئاسة المجلس التشريعي وهذا ما يضعه نصب عينيه بعد تحالفات الايام الماضية مع السلفيين المتطرفين وإنارة قطر الإرهابية ورئيس الحكومة الحالي "يوسف الشاهد" الذي يطمح للرئاسة.
اقرأ أيضاً.. ملحقش يفرح.. وفاة قايد السبسي تحول احتفالات علي معلول بالدوري إلى أحزان
واضافت الصحيفة أن بالرغم من الاتهامات التي وجهت لجماعة الإخوان في تونس بوقوفهم وراء التفجيرات الأخيرة في حدثت في تونس الشهر الماضي.
وأكد المتحدث باسم حركة "النهضة" التونسية، عماد الخميري، أن الحركة صادقت على ترشيح رئيسها، راشد الغنوشي، على رأس قائمة "توتس 1" (العاصمة)، للانتخابات التشريعية، في 6 أكتوبر المقبل،واعتبر أنه من الضروري اليوم أن ترشح الأحزاب السياسية في تونس أبرز قياداتها لـ"تجسيد الممارسة الديمقراطية".
وحزب حركة "النهضة" هو الأكثر تمثيلًا في البرلمان الحالي، بـ68 نائبًا من أصل 217، وإضافة إلى الانتخابات التشريعية، تشهد تونس، في 17 نوفمبر المقبل، دورًا أول من انتخابات رئاسية.
اقرأ أيضاً.. بعد وفاة قائد السبسي.. رئيس مجلس النواب رئيسا لتونس
وتتزايد الاستثمارات القطرية في تونس بصورة لافتة، الأمر الذي نبه بعض المراقبين إلى الدعوة لفصل الاستثمارات والأموال القطرية عن كل ما هو سياسي مرتبط بالمصالح الضيقة، وإبعاد تلك الاستثمارات عن القرار السياسي في تونس.
وجاء حديث الغنوشي، ردًا على تصريحات للرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبدالعزيز قال فيها إن "قطر دمرت تونس"، وقال الغنوشي في دفاعه إن "دولة قطر تبقى هي المستثمر الأول في تونس"،دون تقديم أرقام تثبت صحة قوله.
وكانت رئيسة المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية، بدرة قعلول، قد اتهمت النظام القطري في تصريحات سابقة بالتورط في تسفير الشباب التونسي إلى دول للممارسة الإرهاب، من خلال تمويل الجمعيات المشبوهة التي تديرها حركة النهضة الإخوانية، وتعمل تحت ستار العمل الخيري.
وأوضحت أن حركة النهضة الإخوانية في تونس عملت منذ وصولها إلى السلطة بالبلاد في 23 أكتوبر 2011، على تجنيد الشباب العاطل عن العمل للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي، بتمويل من النظام القطري.