الأواني النحاسية بين الفن والصناعة.. طارق: الاستيراد وعزوف الأجيال الجديدة عن الصنعة واحتكار الخام عوامل تهدد المهنة بالانقراض.. "الحكومة بتغلّس علينا وإحنا يدوب بنجيب اللقمة" (فيديو وصور)

كتب : محمد علي

تعتبر صناعة أواني النحاس من أقدم الصناعات بمصر وأكثرها إبداعا وجمالا، ويعشق العاملون بها مهنتهم ويتمسكون بها، وظلوا يتوارثونها على مر الأجيال، ولكن بعد ظهور المنتجات المصنعة آليا، وغزو الأسواق بالمنتجات الصينية والمستوردة بأسعارها الزهيدة، أصبحت المهنة في طريقها للانقراض كباقي الصناعات اليدوية، وذلك لأنه لا رغبة في تعلمها من الأجيال الصاعدة، وحرص الآباء على أن يكمل أبناؤهم مسيرتهم التعليمية دون الاهتمام بتعلم فنون ومهارات أخرى.

التقت "أهل مصر" بـ"عم طارق"، لمعرفة أسرار تلك الصناعة والمعاناة التي يمر بها كل حرفي يعمل في صناعة الأواني النحاسية يدوياً. 

"طارق عبده"، 55 عامًا، من أقدم صانعي أواني النحاس بمنطقة الحسين ويعمل في هذه المهنة منذ نعومة أظافره، فمنذ أن كان طفلا يبلغ من العمر ست سنوات وهو يعمل مع والده فى الورشة.

مراحل إنتاج "أواني النحاس"

يقول "عبده": هناك طريقتان لصناعة أواني النحاس طريقة تقليدية وهي التى أوشكت تماما على الانقراض، ولا يستعملها سوى قليل من أصحاب الورش وهي الطريقة اليدوية، وهناك طريقه أخرى وهي الغالبة في الاستعمال بين أصحاب الورش ومن أهم مراحلها نشر المادة الخام وتقطيعها وبعد ذلك تأتى مرحلة التركيب والتصميم ثم بعدها تظهر الأوانى بالشكل المعروض فى الأسواق.

وأضاف، أن المواد الخام يتم احتكارها بواسطة عدد قليل من التجار ويقومون برفع الأسعار على أصحاب المهنة، الذين لا حول لهم ولا قوة. 

المشكلات التى تواجه صناعة النحاس

أوضح "عبده" أن أكبر المشكلات التي تواجه صناعة الأواني النحاسية والمشكلة الرئيسية هي الحكومة، قائلا: "شغلانتنا بتحتاج لسهر طول الليل بس السهر دا بيخلى الحكومة تغلس علينا".

اقرأ أيضا.. نقاش بدرجة فنان.. محمد عايد يلعب بالهواء ويبدع في رسومات الـ 3D على الجدران

وأكد، أن المهنة في طريقها للانقراض ولا يوجد أشخاص جدد يريدون تعلم الحرفة، والأسواق غزتها المنتجات المستوردة بأسعار رخيصة سببت ركودا تاما، وشللا في حركة البيع. 

ووجه "عبده" في نهاية كلامه رسالته للمسئولين قائلا: "ياريت تخفو علينا الضرايب لأن شغلنتا دى اللى بيشتغل فيها يادوب بيجيب لقمته ولقمة الصنايعيه اللي عنده بالعافيه".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً