"الفخراني" الصنعة والصانع.. "أحمد عابدين" ورث المهنة عن أجداده واكتسب شهرة في "البرام".. قنا أهم مواطن الأواني الفخارية وغنى لها سيد درويش "قلل القناوي" (فيديو وصور)

في مركز الوقف، شمالي محافظة قنا، امتزج الصانع بالصنعة، حتى صار يحمل لقبها، فأصبح اسمه "الفخراني" لكونه بات من المميزين في "صناعة الفخار"، وهي إحدى المهن القديمة تمتد جذورها إلى عهد قدماء المصريين.

أحمد محمد عابدين، الملقب بالفخراني، يعيش مع أسرته المكونة من 5 أفراد، بجبل قرية المراشدة في مركز الوقف، شمالي محافظة قنا، وموطنه الأصلي بقرية دندرة بقنا، ولكنه ترك مسكنه وانتقل إلى جبل المراشدة، لممارسة مهنته التي ورثها من والده وأجداده، وهي صناعة الأواني الفخارية، لأن مزاولة تلك المهنة تحتاج إلى مكان واسع ومنفصل إلى حد ما عن المناطق السكنية. 

كان الفخراني في التاسعة من عمره، عندما بدأ في مزاولة مهنة صناعة الأواني الفخارية، وكان يمارس العمل كتسلية له أو في إجازة العام الدراسي، ولكن سرعان ما شرب المهنة وقرر العمل بها طيلة حياته، ولذلك لم يكمل دراسته وخرج بعد الشهادة الإعدادية من التعليم، ليتفرغ في مهنته الأساسية والموروثة من والده.

استمر الفخراني في العمل مع والده فترة طويلة، إلا أنه مع تقدم العمر به ولكونه أصبح صاحب أسرة تكثر طلباتها واحتياجاتها اليومية، قرر أن ينفصل عن والده ويعيش في مكان مناسب لمزاولة المهنة والكسب منها لتربية أطفاله.

منذ عدة سنوات والفخراني مقيم بجبل المراشدة متفرغاً لممارسة صناعة الفخار والذي توسع فيها أكثر، ويقول الفخراني إن مهنة صناعة الفخار مهنة موجودة من قديم الأزل، وهي من الصناعات الفرعونية، مشيرا إلى أن محافظة قنا هي أشهر محافظة في صناعة الأواني الفخارية بأشكالها المختلفة، حتى إن فنان الشعب سيد درويش غنى لها "مليحة قوي.. قلل القناوي" ما يدل على أن محافظة قنا أشهر محافظة في صناعة الأواني الفخارية.

وشرح أحمد الفخراني طريقة صناعة الفخار، موضحا أن كل صاتع فخار في قنا يعمل في شكل واحد فقط، وأنه محترف في صناعة " البرام" الطواجن التي تستخدم لطهي الطعام. ويبدأ بأنه يحضر أولاً صلصالا يكون لونه أسود من مركز نجع حمادي، أو الأشراف بمحافظة قنا سعر الحمولة 500 جنيه، ويتم وضع الطين الصلصال داخل حفرة ويترك عدة أيام حتى يتماسك، ثم يخلطه بالبرام الذي تبلغ سعر حمولته 3 آلاف جنيه ليكون أكثر تماسكاً ويخلطه جيداً حتى يكون متجانسا وصالحا للاستعمال.

وتبدأ بعد ذلك عملية صناعة الفخار يدويا وبعد تجهيزه يتم وضعه في الشمس لعدة أيام حتى يجف، وبعد ذلك يقوم بحرقه داخل الفرن الذي يشعله بالأخشاب المفتتة ويستمر في الفرن لمدة 3 ساعات، ولكن لا يتم إخراجه من الفرن إلا في اليوم التالي.

اقرأ أيضا.. بداية موسم حصاد التين بقنا.. ومزارعون: بشرة خير

وعن بيع منتجاته يقول إنه في البداية كان يجد صعوبة لأنه غير معروف في منطقته، لذلك فكر في شراء سيارة ربع نقل حتى يمر بها على المناطق المجاورة، واستمر على ذلك الوضع لمدة عام كامل حتى أصبح مشهوراً ويأتي له عملاء لمنزله للشراء منه وخاصة في فصل الشتاء، لأن الأهالي في قنا يفضلون الأكل في البرام لأنه من المصنوعات الأكثر أماناً وليس به مواد تضر بصحة الإنسان. 

وطرح الفخراني أمنيته متمنيا تحقيقها من قبل الجهات المختصة وهي المساعدة في توفير آلات حديثة ومتطورة في صناعة الفخار لإكمال مسيرته مثل أنابيب البوتاجاز لفرن الفخار، لأن هناك مضايقات من الأهالي بسبب دخان الفرن باعتبار أنها ملوثات للبيئة، ومكبس لصناعة الطين ولكن تكلفته عالية جدا ليست في استطاعته.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نجل إعلامية شهيرة وعمرة 16 سنه.. تفاصيل حادث دهـس عامل دليفيري بالشيخ زايد