صناعة الأحذية قديمة ومتوارثة منذ فجر التاريخ، صنعها المصريون القدماء وكانت عبارة عن مجموعة من الغصون ممزوجة بالأوراق مكسية بخطين من الجلد، ثم مرت بمراحل عديدة تطورت خلالها، فصنع الرومان قطعة من الجلد لها مجموعة فتحات، وإذا كان أصل الصناعة يرجع إلى المصريين القدماء، فقد بات مصيرها في مصر اليوم مجهولا، خاصة الصناعة اليدوية، بسبب الغزو الصيني للأسواق المصرية، والصراع مع المستورد، الذي جعل الصناعات المصرية تتراجع إلى الخلف.
يقول "محمد فتحي " صاحب الـ 35 عاماً، يعمل في ورشة لصناعة وتصليح الاحذية بالجيزة، انه عمل بهذه الحرفة منذ بلوغه السابعة من عمره، حيث كان يعمل صبيا في منطقة بولاق أبوالعلا وعشق صنعته، واستمر بها حتى تألق فيها، وأصبح يقدر على تصنيع 20 حذاء في اليوم الواحد.
وأوضح فتحي، أنه يأتي بالجلد من منطقة "باب الشعرية "، ويضع عليه مادة السبيرتو حتى يلين ثم يضعه على القالب الخشبي لمدة ثلاثة أيام، ويقوم بالتقفيل وصبغ الجلد وتجميعه بماكينة الخياطة ليأخذ شكله النهائي، مؤكداً أنه يعمل في أجود أنواع الجلود.
واضاف، أن الأسعار تتحدد بناء على نوع الجلد فهناك أنواع كثيرة مثل البقري والجاموسي والجملي واللباني والاسكاي، والحذاء من الجلد الطبيعي يتعدى سعره 220 جنيهاً، أما الاسكاي فيبدأ من 50 جنيهاً وهو المصنوع منه معظم الأحذية الصينية، وقد وصفها بـ"الورق"، وأن الحذاء يمكث مع الشخص لمدة أيام ثم يبدأ بالتلف، ولا يمكن إصلاحه نتيجة لرداءة صناعته.
وأوضح أن من أهم ما يهدد صنعة الأحذية، عدم وجود أشخاص جدد يتعلمون المهنة، وبالتالي فهي في طريقها إلى الاندثار، وأن هناك كثيرا من عملائه لا يقدرون قيمة العمل الجيد ويماطلون كثيرا في دفع الأموال، موضحاً أنه يدفع 3000 جنيه شهرياً قيمة إيجار الورشة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، وفواتير الكهرباء.