معروف أن خيوط العنكبوت تتسم بالهشاشة والضعف، إلا أن هُناك نوع مختلف احتار فيه العلماء، تتسم خيوطه بالمتانة والقوة، إذ عثر فريق من الباحثين، المنتسبين إلى عدة مؤسسات في الولايات المتحدة وسلوفينيا، على بروتين غير معروف من قبل في حرير شبكة العنكبوت، المعروف باسم "عنكبوت لحاء داروين". وبعد أن كانت هذه القدرات التي يتمتع بها هذا النوع لغزا، أعلن الباحثون في الورقة البحثية التي نشرت، في دورية Communications Biology، عن توصلهم للسر وراء ذلك، وهو بروتين أطلقوا عليه اسم "MaSp4a".
ورغم صغر حجم العناكب المنتمية لهذا النوع المكتشف في 2009، إلى درجة تجعل رؤيتها بوضوح صعبة للغاية، فإنها في المقابل قادرة على نسج شبكة من الخيوط بعرض يبلغ نحو 25 مترا وبقوة ومتانة تختلف عن الأنواع الأخرى.
لغز حرير عنكبوت لحاء داروين
شارك في الدراسة التي تبحث بعمق وراء لغز هذا النوع من العناكب، باحثون من جامعات ماساتشوستس، وأكرون، وفيرمونت بأمريكا، والمعهد البيولوجي بسلوفينيا، وتوصلوا إلى وجود 3 أنواع من البروتينيات في حرير "عنكبوت لحاء داروين" منها اثنان متكرران في حرير العناكب الأخرى، وهما MaSp1 وMaSp2، بينما تميز بنوع ثالث مختلف يكتشف لأول مرة أطلقوا عليه اسم "MaSp4a".
ووجد الباحثون أن هذا النوع يحتوي على كميات عالية من الأحماض الأمينية التي تسمى البرولين، والتي أظهرت الأبحاث السابقة أنها ترتبط بشكل عام بالمرونة، كما يحتوي البروتين أيضا على بعض المكونات الأخرى الموجودة في النوعين الآخرين مما جعله فريدا من نوعه. توصلوا أيضا إلى أن الغدة التي تنتج الحرير "الأمبوليات" أطول منها في العناكب الأخرى، وهو ما يعطي مبررا لقوة الحرير الذي يتم إنتاجه.