يقول النبي صلى الله عليه وسلم : من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه ) .، فما معنى الرفث المذكور في الحديث ؟ وهل يكفر الحج الذنوب في حق العباد ؟ يقول مفسرو الحديث أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه )، رواه البخاري برقم 1521، ورواه مسلم برقم 1350، وفي رواية للترمذي (811) : ( غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وهذا الحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي، وأشار علماء الحديث إلى أن هذا الحديث كقوله تعالى في سورة البقرة : ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )، والرفث : اسم للفحش من القول , وقيل : هو الجماع من الرجل لزوجته ، وقال ال الحافظ والذي يظهر أن المراد به في الحديث ما هو أعم من ذلك , وإليه نحا القرطبي , وهو المراد بقوله في الصيام ( فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ) "
ما هو الرفث وهل يكفر الحج الذنوب في حق العباد
كما ذهب علماء الحديث أن الرفث في الحديث يشمل الفحش في القول والجماع معا، أما معني : ولم يفسق أي لم يأت بسيئة ولا معصية ، ومعنى ( كيوم ولدته أمه ) : أي بغير ذنب ، وظاهره غفران الصغائر والكبائر ، " وإليه ذهب القرطبي والقاضي عياض ، وقال الترمذي : هو مخصوص بالمعاصي المتعلقة بحق الله لا العباد " وهو ما ذهب له جمهور من العلماء قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : معنى قوله عليه الصلاة والسلام : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) : أن الإنسان إذا حج واجتنب ما حرم الله عليه من الرفث وهو إتيان النساء ، والفسوق وهو مخالفة الطاعة ، فلا يترك ما أوجب الله عليه ، ولا يفعل أيضا ما حرم الله عليه ، فإن خالف فهذا هو الفسوق . فإذا حج الإنسان ولم يفسق ولم يرفث فإنه يخرج من ذلك نقيا من الذنوب ، كما أن الإنسان إذا خرج من بطن أمه فإنه لا ذنب عليه ، فكذلك هذا الرجل إذا حج بهذا الشرط فإنه يكون نقيا من ذنوبه" .
"فتاوى ابن عثيمين" (21/20) .
وقال أيضا (21/40) : "ظاهر الحديث أن الحج يكفر الكبائر ، وليس لنا أن نعدو الظاهر إلا بدليل ، وقال بعض العلماء : إذا كانت الصلوات الخمس لا تكفر إلا إذا اجتنبت الكبائر وهي أعظم من الحج وأحب إلى الله ، فالحج من باب أولى ، لكن نقول : هذا ظاهر الحديث ، ولله تعالى في حكمه شئون ، والثواب ليس فيه قياس " انتهى بتصرف يسير .
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
