قصة ممرضة طعنها مجهول داخل شركة أدوية.. التحريات تتوصل للمتهم: "زميلها وكان على علاقة غير شرعية بها"

كتب : أحمد أبو الأطرش

جريمة بشعة ضحيتها ممرضة بمستشفى الشرابية التعليمي، في العقد السادس من عمرها، متوسطة الطول والبنية، بيضاء البشرة ذات شعر ذهبي ممتزج باللون الأسود، ترتدي الملابس الإفرنجية، بالإضافة إلى قميص ممزق "مزركش الألوان" أسفله فانلة بكوم أحمر اللون-" حسب مناظرة النيابة"- عثر عليها داخل شقة بالعقار رقم 24 بمنطقة مصر الجديدة، وهي ملقاة على ظهرها وبها عدة طعنات متفرقة بالجسد بواسطة سلاح أبيض" سكين".

"بداية الواقعة"

تلقى قسم شرطة مصر الجديدة بلاغا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بوجود مشاجرة ومتوفى داخل شقة بالدور الأرضي "مقر شركة" بالعقار رقم 24 شارع قناة السويس دائرة القسم، بالانتقال والفحص تبين وجود جثة لسيدة تدعى "شريفة. أ.س." 53 عامًا، ممرضة بمستشفى الشرابية التعليمي، وبها عدة طعنات بمنطقة "البطن، الصدر، أعلى الفخذ الأيسر"، كما عثر، على "سكين" ملوثة بآثار دماء، بجانب الجثة بمسافة تقرب 1 مترًا تقريبا، و2 هاتف محمول.

"شهود العيان"

التقى الملازم أول محمود السوهاجي معاون مباحث القسم، بالمواطن "عطا الله. م.ج" بمسرح الجريمة، والذي أقر له بأنه سمع أصوات غريبة داخل الشقة، فتوجه فورًا إلى مصدر الصوت، وشاهد باب الشقة مفتوح وعند دخوله اكتشف وجود جثة إحدى الموظفات ملقاة على الأرض ومصابة بعدة طعنات، كما شاهد أحد الأشخاص يخرج من العقار، وعند محاولة استيقافه فر هاربًا، وبدخول السوهاجي إلى الشقة تبين أنها مقر خاص بالشركة المصرية الدولية للخدمات الطبية ملك الدكتور"محمد. ش."

"تحقيقات النيابة العامة"

حققت النيابة العامة في المحضر رقم 7979 إداري مصر الجديدة، مع شاهد العيان "عادل.ع. م." 63 عامًا، طبيب، وأقر بأنه ليس له علاقة بالمجني عليها ولا يعرفها معرفة شخصية، وأنه حال نزوله من مسكنه الكائن بالطابق الثالث ذات العقار "محل الواقعة"، كان متوجها إلى العيادة الخاصة، ففوجئ بصوت صراخ ورزع شديد صادر من الشقة، فقام بالطرق بشدة على الباب، وقال: "افتح الباب لهطلب الشرطة" فاختفى الصوت فقام بالخروج إلى الممرض لمعاينة الأبواب الخارجية حتى يستطلع معه ما الأمر، فشاهد سيارة "منتجات ألبانية" يستقلها شخصين، فسألهم إذا كانوا رأوا شخصًا ما خرج من العقار، فأجابوا عليه بالنفي.

وأضاف عادل بأنه متعود دائما على عدم حمل هاتف محمول وأن ذلك طبيعته، فتوجه مسرعا إلى شقته لكي يجلب هاتف والدته، وأثناء عودته طرق باب الشقة مرة ثانية لكي يستعلم أن هناك أحد بالداخل أم لا، ثم بعد ذلك خرج أمام باب العمارة، ووقف على الرصيف المقابل لها، وأثناء وقفته شاهد شخص ما يخرج من العمارة، فقام بالنداء عليه وسأله من أنت؟، فأجابه بأن اسمه حاتم ويسكن بالطابق الثالث، فرد عليه مندهشًا :" أنا ساكن في الدور الثالث"، فعندما سمع ذلك فر هاربا نحو شارع عمر بن الخطاب.

انتظر الطبيب لمدة دقائق وتوجه إلى العمارة شاهد باب الشقة مفتوح وطرقه برجله حتى لا يلمس شيء مراعاة للأدلة الجنائية وعدم ظهور بصمته، فدخل الشقة، وأبصر جثة سيدة وبجوارها سكين وآثار دم، فقام بإبلاغ الشرطة.

"تحريات رجال المباحث حول مرتكب الواقعة"

دلت التحريات التي أجرتها المباحث الجنائية بقسم شرطة مصر الجديدة، أن مرتكب الواقعة" محمد.ف."،وشهرته "محمد فوريرة"، وبتكثيف التحريات فقد أمكن التوصل إلى هويته وتبين أنه موظف بمستشفى باب الشعرية التعليمي، بالكشف الفني عليه، أوضح بأنه سبق اتهامه في القضية رقم 2849/98 باب الشعرية "سرقة مسكن"، كما أضافت التحريات إلى أن هناك علاقة بينه وبين المجني عليها لظروف عملهم معا بالمستشفى، إضافة إلى وجود مشاهدات له مكان الحادث في توقيت معاصر للواقعة.

"القبض على المتهم"

وباستئذان نيابة حوادث شرق القاهرة لضبط وإحضار المتهم، تم تشكيل فريق بحثي وبإعداد الأكمنة اللازمة، لم يتم ضبط المتهم وذلك نظرا لعدم ثبات محل إقامة له، وتكثف رجال المباحث جهودها لتحديد مكان تواجده والعمل على ضبطه.

"النيابة تطلب سرعة التحريات"

نفاذا لقرار النيابة العامة بشأن طلب التحريات حول الواقعة لبيان ظروفها، فقد قام النقيب أحمد الدمرداش، بإجرائها وأسفرت عن قيام المتهم"محمد.ف"، بارتكابه الواقعة، حيث أنه كان على علاقة غير شرعية بالمجني عليها، وكان دائم التردد على محل عملها في غير أوقات العمل، وبتاريخ الواقعة توجه إلى محل عمل المجني عليها معدا سلاح أبيض" سكين" بحوزته، وذلك لقتلها والتخلص منها.

وأكدت تحريات الدمرداش، بأن المتهم استفرد بالمجني عليها مع خلو العيادة حتى انهال عليها بالضربات والطعنات محدثا بها العديد من الإصابات، وعقب انتهائه من ذلك فر هاربا، كما توصلت تحرياته إلى أن المتهم نشبت بينه وبين المجني عليها خلافات مالية، لم يتمكن الزواج منها نظرا لتلك العلاقة الغير شرعية.

"تقرير الطب الشرعي"

أثبت تقرير الطب الشرعي الذي قام به الدكتور حسن عبد الخالق، بناء على طلب النيابة في القضية رقم 7979 لسنة2012، بتوقيع الكشف الظاهري وإجراء الصفة التشريحية لجثة المجني عليها، " شريفة.أس"، لبيان ما بها من إصابات وكيفية وتاريخ حدوثها والأداة المستخدمة وبيان سبب الوفاة وهل تم هتك عرضها أم لا، وتبين أن الجثة بها عدة إصابات طعنية بعضها نافذ وبعضها شامل لطبقات الجلد، والأنسجة الرخوة فقط تتراوح أطوالها مابين 2 إلى 4 سم منتشرة بـ"يسار العنق والصدر والبطن وبوحشية منتصف الفخذ الأيمن".

كما أثبتت الفحوصات أن المجني عليها ثيب من قدم وبفحصها من الدبر لم يتبين ثمة أثر التئامية قديمة بفتحة الشرج، أو أثر التئامية حديثة أو جروح او كدمات او فتحة الشرج طبيعية، وتبين خلال الفحوصات أن الإصابات قد أحدثت تمزق بـ"الأوعية الدموية بيسار العنق، وبالأذن اليمنى للقلب، والرئة اليسرى، و بالكبد" كما أحدثت نزيف دموي غزير وصدمة.

"نتيجة المعمل الكيماوي"

جاءت نتيجة المعمل الطبي لتفيد بالعثور على دم آدمي بالسكين المستخدمة في الجريمة، كما أفادت وجود خلايا بشرية بقلمات الأظافر، وأنه لم يعثر على حيوانات منوية بالمساحات الشرجية والمهبلية للجثة.

"الاتهامات الموجه للمتهم"

أسندت نيابة شرق القاهرة الكلية، في القضية رقم 4366 لسنة 2013 جنايات مصر الجديدة المقيدة برقم 84 لسنة 2013 كلي شرقي القاهرة، للمتهم "محمد.ف" هارب، قتل المجني عليها "شريفة.م.س"، مع سبق الإصرار، بأن عقد العزم وبيت النية على قتلها وأعد لذلك الغرض سلاح أبيض" سكين"، وتوجه للمكان الذي أيقن سلفا تواجدها فيه وحيدة، وسدد لها عدة طعنات بالسلاح سالف الذكر فاستقرت بجسدها قاصدا من ذلك إزهاق روحها، فأحدث بها الإصابات الموصوفة بتقرير الطب الشرعي.

"إحالة المتهم ومحاكمته غيابيا"

أحالت النيابة العامة المتهم" محمد. ف"، إلى محكمة جنايات القاهرة، وقضت برئاسة المستشار محمد عامر، وعضوية المستشارين علاء عبد الباقي العفيف، أيمن عبد اللطيف سلامة، سامح السيد حسين، ببراءة المتهم غيابيا.