اعلان

زواج المصريات في الغربة.. مطلقات يدفعهن ثمن الغربة مع أزواجهن.. تفاصيل إذلال عدد منهن بالخارج مابين حلق الشعر "زيرو" ودخول مستشفى المجانين (مستندات)

«هنأمن مستقبلنا».. بهذه العبارة زوجات كثيرات توافق على السفر مع أزواجهن، وهم على ثقة أن الزوج سند لها في الغربة، تاركات أهلهن وأقاربهن، ويبتعدن عن حضن الوطن لسنوات، ولكنهن يتعرضن لغدر أزواجهن وتعرضن لكل أنواع العنف والإيذاء الجسدي والنفسي، ومن الزواج من يأخذ من الزوجة أطفاله، ويقوم بترحيلها إلى بلدها وهي بقايا أنثي، لتقف على أعتاب المحاكم، وتدور حول دائرة القضاء، والمحامين من أجل أن تحصل على حقوقها، أو تقر أعينها بنظرة طفلها، ليعوضها عما فعله معها زوجها في الغربة، مستغلاً ضعفها، وبعدها عن أهلها دون النظر إلى زوجته التي تعتبره سندها وحمايتها في الغربة، «أهل مصر».. تسلط الضوء من خلال مآسي الزوجات التي تعرضت للعنف من زوجها في الغربة، على أعتاب المحاكم، من خلال قصص واقعية من داخل المجتمع.

«شاب تركي يحلق شعر زوجته»

لم تتخيل «سها» أن بزواجها من شاب تركي والسفر معه ستتحول حياتها إلى جحيم وتذوق الأمرين مع الحماة التركية.. تقول «سها» في بداية حديثها لـ «أهل مصر»، إنها تزوجت من شاب تركي جاء لمصر لعمل مشروع بها، وكانت هي أحد العاملين بهذا المشروع، وعلى قدر من الجمال، ونشأت علاقة عاطفية بينهما، وعلى الرغم أن تعليمها محدودًا إلا أن ذكائها يفوق عمرها وتعليمها؛ حيث استطاعت أن تفهم بعض الكلمات التركية الكافية حتى تتواصل مع هذا الشاب، الذي بادر بالتقدم لها للزواج الذي تم بالفعل، وسرعان ما رزقهما الله بطفل.

ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن؛ بعدما تعثر المشروع، ما أدى إلى عودة الزوج إلى تركيا، وأخذ زوجته وبصحبتهما ابنهما، وبمجرد أن وصلت إلى الأراضي التركية، حتى رأت الوجه الآخر من حماتها، التي رفضت ارتباط ابنها بمصرية، وكانت تود ارتباطه بتركية مثله، وبدأت تزرع الفتن، وتلقى بذور الخلاف، حتى بات الشجار شبه يومي بينها وبين زوجها، ما أدى إلى تدهور العلاقة بينهما يومًا بعد الآخر.

وتضيف «سها»، وصلت الأمور إلى التعدي بالضرب والإهانات، حتى أن قامت حماتها وزوجها بحلق شعرها (زيرو)، وأخذوا ابنها، وقامت بالاتصال بالشرطة التركية، وحسب القانون التركي الطفل في حضانة الأم، وأخذوه من الزوج وأعطوه للأم، وطلبت العودة لمصر فأعادوها، لتعود لمصر بلا شعر، وبلا كرامة حاملة طفلها وذهبت إلى محكمة الأسرة، للخلاص من هذا الزواج.

«رجعت ولدت في مصر وهو اختفى»

بينما تقوا زوجة أخرى، إنها تزوجت من شخص يعمل بالسعودية، وتزوجها في فندق بدون شقة ولا عفش، أو قائمة منقولات لمدة 15 يومًا، ثم سافر، وتركها حامل، ومر عام كامل هناك حتى عاد ليأخدها معه، هي وطفلها، وبقيت معه شهر واحد وطلب منها أن تعود إلى مصر، وهو سيلحقها، ولكن بمجرد أن عادت إلى مصر قطع كل علاقاته بها، ولم تستطع الوصول إليه واكتشفت أنها حملت منه في الشهر الذي قضته معه في السعودية، ووضعت طفلة، وهي لا تعرف طريق والدهم أين هو.

«دخلها مستشفى المجانين»

بينما قالت «أ.ص»، إنها تزوجت وسافرت مع زوجها إلى الكويت بسبب طبيعة عمله، وكانت تشعر بالسعادة في العيش معه؛ حتى في يوم رأها أحد الشخصيات الهامة في الكويت وأعجب بجمالها، وطلب أن يجلس معها من زوجها، ولنفوذه وافق الزوج ولكن الزوجة رفضت، ونشب خلاف بينهما، وتعدى عليها بالضرب وهددته أنها سوف تقوم بفضح أمره، ما جعله يدبر لها مكيدة ليودعها في مصحة نفسية، ودس له حبوبمهدئة التي أدت إلى حدوث اضطرابات شديدة في عقلها، ثم بعد ذلك دبر لها مكيدة زنا، وتم إبلاغ الشرطة الكويتية التي حررت لها بلاغ بتهمة الزنا، وأخذ الزوج أطفاله، وكل أموالها وتم ترحيلها إلى مصر امرأة بلا عقل.

«المستشار القانوني لحملة أريد حلا»

يقول محسن السبع المستشار القانوني، لحملة "أريد حلا"، إنه من أصعب التجارب الإنسانية التي يمر بها إنسان هو ترك الوطن، والأهل والسفر إلى الخارج من أجل تكوين الذات وتأمين المستقبل، والعودة بثروة تكون صمام أمان من تقلبات الزمن، ومع مئات قصص النجاح إلى نعرفها إلا أنه هناك بعض الحالات التي انقلبت فيها رحلة الكفاح إلى رحلة ألم وعذاب. 

وأضاف «السبع» في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أن بعض الزوجات فوجئن بأشباه رجال يريدون استغلالهن جسديًا ومادًيا من أجل الحصول على المال لصالحه، وبمرضى نفسيين يعانون من السادية، واستحكام مركبات النقص في أنفسهم، فيقومون بممارسة التعذيب والاعتداء والسب والشتم، على الزوجات مستغلين وحدتهن ولا مغيث لهن.

وأوضح «السبع»، أن بعض هذه الحالات عادت من الخارج بعاهات نفسية، وعقلية بعضها مؤقت، وبعضها مستديم، مشيرًا إلى ضرورة إحداث تعديل في قانون الإجراءات الجنائية، يجعل القضاء المصري مختصًا بالحكم في قضايا الاعتداء التي تحدث خارج القطر المصري، بين الأزواج، وعدم بدء تاريخ انقضاء الدعوي الجنائية إلا منذ عودة الطرفين إلى مصر.

كما طالب «السبع»، إعطاء الحق للسفارات المصرية بالخارج في إثبات أي وقائع اعتداء أو تعذيب أو استغلال النساء في الخارج، وإحالة هذه الوقائع إلى وزارة العدل، والنائب العام لاتخاذ مايلزم لمعاقبة المتهم.

«الإعلان الدبلوماسي صعب ومكلف أمام التعاون الدولي»

من جانبها قالت الدكتورة سلوى جميل المحامية، إن البعض يظن أن السفر حلم، ويتحقق من خلاله المال والاستقرار، وأن زواج الفتاة لترافق زوجًا مسافرًا هو فرصة تُحسد عليها، ولكن للغربة أحيانًا ثمن باهظ تتبدد على عتبته الأحلام، فإذا بها تعود جريحة أو بلا صغارها لتدخل في التقاضي من أجل نيل حقوقها، ولكن إذا كان للزوج موطن معين في مصر، خاصة إذا تم تحديده في قسيمة الزواج لها، أن تعلنه عليه بالدعاوى القضائية وتطالب بتنفيذها، ولها أن تطلب إعلانه في مواجهة النيابة العامة.

وأضافت «جميل» في تصريحات خاصة لـ «أهل مصر»، أنه في هذه الحالة لها أن تطالب بما تشاء من حقوق قانونية، وهذه نقطة في غاية الأهمية تتجنب بها المرأة، ويلات كثيرة، وهي نقطة تحديد موطن للزوج داخل جمهورية مصر العربية، وتصبح الإعلانات عليه نافذة، لأن الإعلان الدبلوماسي له صعوبة، وتكلفة أعلى خاصة أمام مكتب التعاون الدولي بمصر، أما إذا كان الموضوع لابد من عرضه على المحاكم الأجنبية، فلابد من الرجوع لهذا وعلى حسب درجة إنصافه للمرأة.

«أحيانا الزوج يستغل زوجته في الغربة في الأعمال المنافية للآداب»

تقول أميرة محمد الباحثة في شئون المرأة، إن الزوجة تعاني سواء أن كانت داخل البلاد، أو حتى خارجها، ولكن تختلف المعاناة عندما تكون الزوجة مغتربة بالطبع مع زوجها للعمل بالخارج، ولعل من أبرز ما تمر به الزوجة من معاناة هو تصرفات وسلوكيات زوجها نفسه فقد يظن بعض الأزواج أنه مهما فعل بزوجته فلن يكون هناك له رادع نظرًا لبعدها عن أهلها وأصدقائها وهو فقط كل مالها بالغربة، وبدلا من الحفاظ عليها، وحمايتها فيحدث العكس، ويعرضها للعنف النفسي أو الجسدي أو حتى يستغلها في أعمال منافية للآداب.

وتابعت «محمد» في تصريحات خاصة لـ« أهل مصر»، أن بعض الأزواج يلجأ إلى أولا استقتطاب زوجته للخارج، ثم يبدأ بنغمة زيادة المصروفات ويدفعها للعمل بالإجبار، وأحيانا تتعرض المرأة إلى العنف منه ويجعل الزوجة تنفق على الأولاد للتخلص من المصروفات ويبحث هو عن زوجة ثانية لنفسه، ويجعل من زوجته الأولى مربية لأطفالهم، وهناك الكثير والكثير مما تعانيه الزوجات مع أزواجهم بالغربة فعلى سبيل المثال لا الحصر عند اختلاف الزوجين بالغربة يقوم بطردها خارج المنزل، بعد تعنيفها بالطبع حتى يشعرها إنها لا ملجأ منه إلا إليه، وقد يستخدم أو الوسائل إيلامًا لها فيحتجز الصغار ويرحلها أو يطردها خارج المنزل في غيابات الليل فلا تعرف إلى من تلجأ، وتعاني الزوجة الأمرين بالطبع فليس لها أي سند ولا تعلم كيف تساعد نفسها أو ماذا عليها أن تفعل.

وأكدت «محمد» أنه من أبرز العوامل النفسية للجوء الزوج لمثل هذه السلوكيات، هو عدم وجود ما يردعه ولأنه يعلم أنه يستطيع أن يفعل بها ما يشاء دون محاسبة أو مساءلة فإن من أمن العقوبة أساء الأدب.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً