أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن العلم أحد أهم ركائز بناء الأمم ، وأن النجاح يحتاج إلى جهد غير عادي للمحافظة عليه ؛ فالزمن لا ينتظر أحدًا وبخاصة من يأبى التجديد والتغيير .
ووجه الوزير خلال لقائه أوائل الثانوية العامة اليوم، مجموعة من النصائح الأبوية كان منها : أنتم قادة المستقبل وأمل الأمة ، ولم تبن أمة مجدها وحضارتها إلا بالعلم الذي هو أحد أهم ركائز بناء الأمم ، اجعلوا مصلحة الوطن وقضاء حوائجه في أولوياتكم ، واعلموا أن فروض الكفايات تحتم علينا التسلح بكل ألوان العلم والمعارف العصرية الحديثة ، وأنتم جنيتم ثمرة اجتهادكم بتوفيق الله لكم فمن جد وجد ومن زرع حصد ، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
وبين جمعة، أن مفهوم العلم النافع يتسع لكل علم ينفع البلاد والعباد ، سواء كان في العلوم الشرعية أو العربية , أو علم الطب , أو الصيدلة , أو الفيزياء , أو الكيمياء , أو الفلك, أو الهندسة , أو الميكانيكا أو الطاقة , وسائر العلوم والمعارف.
وأردف، وقد قالوا التعلم قبل التعبد , ليكون التعبد على هدى , وقال الحسن البصري (رحمه الله): العامل على غير علم كالسّالك على غير طريق، والعامل على غير علم يفسد أكثر ممّا يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا تضرّوا بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا تضرّوا بالعلم، فإنّ قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتّى خرجوا بأسيافهم على أمّة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولو طلبوا العلم لم يدلّهم على ما فعلوا .
وتابع، فالعلم النافع هو الذي يكون سبيل هدى ورحمة ورشد لصاحبه في أمر دينه ودنياه , ولذا رأينا سيدنا موسى (عليه السلام) يقول للعبد الصالح : “هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا” , وقد قدم النص القرآني صفة الرحمة على صفة العلم حيث يقول الحق سبحانه : ” فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا” , فالعلم ما لم يكن رحمة لصاحبه وللناس أجمعين فلا خير فيه.