لن يكونوا فقط بمثابة صناع من فئة معينة من الفئات التي تشارك في هذا المشروع القومي، ولكنهم سيكونون أيضا بمثابة مديرين عموم ومشرفين على تنمية وتطوير منطقة قناة السويس، عن طريق وضع وتشغيل النظم التكنولوجية الخاصة بإداراتها للتمتع بأعلى درجات التقنية الإدارية والفنية التي توفر الوقت والمجهود للجميع، لذا لا يمكن عند استعراض الخطط التفصيلية للقطاعات إهمال قطاع “الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات” الذي سيستحوذ على نصيب كبير من تنمية هذه المنطقة.
ويعتقد خبراء تكنولوجيا المعلومات أن افتتاح قناة السويس الجديدة “بوابة مستقبلية” لتحسين المناخ الاستثماري بقطاع التكنولوجيا والاتصالات معتبرين البنية التحتية من الاتصالات والبرمجيات هي المحرك الأساسي الذي يتوقف عليه نجاح مشروع قناة السويس الجديد بصفة عامة.
وربط الخبراء بين تفعيل دور تكنولوجيا المعلومات في إدارة القناة الجديدة وبين نسب نجاحها المستقبلية متوقعين زيادة 40% في نسب نجاح المجرى الملاحي الجديد في حالة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في إدارته مشددين على أن تحويل المنطقة المحيطة بالقناة إلى مراكز لوجيستية وصناعية وفق مخطط القناة الجديد يتوقف كذلك على قدرة مصر في تسخير التكنولوجيا الحديثة لخدمة أغراضها للتنمية الاقتصادية المستدامة في منطقة قناة السويس ومثلثها الذهبي.
اقرأ أيضا..البنوك تستعد لتوفير فكة العيد من خلال الفروع المختلفة دون حدود قصوى للفئات الورقية
ويتمثل المحور الثاني في إنشاء مركز عالمي لخدمات الإنترنت بهدف تعظيم الاستثمار والاستفادة من مرور 17 كابلا بحريا بالبلاد والتي تدر عائدات بنحو مليار جنيه سنوياً، وتشجيع الشركات العالمية على إنشاء خوادم عملاقة لعملائها في مصر، ويتركز المحور الثالث على إحياء مشروع وادي التكنولوجيا بشرق قناة السويس والذي يهدف إلى خلق مجتمع عمراني صناعي جديد يعتمد على إقامة الصناعات عالية التقنية والبرمجيات الحديثة والإلكترونيات.
وقال الدكتور عبد الرحمن الصاوي خبير تكنولوجيا المعلومات أن المستهدف استغلال 40-50% من مساحة مشروع وادي التكنولوجيا المزمع إنشاؤها كخطوة استثمارية في محيط قناة السويس الجديدة في أنشطة تصنيع تكنولوجيا المعلومات مشيرًا إلى أن إجمالي المساحة الكلية للمشروع حوالي 100 فدان.
وتوقع الصاوي أن تبلغ حجم الصادرات السنوية من مشروع وادي التكنولوجيا ما يقرب من مليار دولار، خاصة مع التركيز على أنشطة التصنيع والتجميع المحلي للإلكترونيات والتي تعد أحد الركائز الأساسية للاستثمار في منطقة محور قناة السويس.
وتعتمد الحكومة بشكل أساسي على تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات ممثلة في خدمات التعهيد والكول سنتر وتبلغ حجم الصادرات السنوية حوالي 12 مليار جنيه، وبدأت الحكومة منذ عام 1996 في التخطيط لإقامة مشروع تكنولوجي بالمنطقة فيما يطلق عليه مشروع تنمية محور قناة السويس وتوقف المشروع عدة مرات.
وأضاف أن التكلفة المتوقعة لتدشين المشروع بالكامل ستبلغ حوالي 4 مليارات جنيه بالاعتماد على الشراكة بين القطاعين العام والخاص PPP مؤكدا أن الحكومة ستتحمل 10% من التكلفة الإجمالية لتنفيذ المشروع الجديد الذي من المتوقع أن يستغرق على الأقل 5 سنوات.
وأوضح أن وادي التكنولوجيا حتى الآن لم يشهد أية أعمال إنشائية سواء من ناحية التطوير أو مد البنية التحتية غير أن الحكومة أعلنت عن نية الشركة المصرية للاتصالات تدشين 5 سنترالات لتوفير البنية التحتية للاتصالات قبل البدء في تنفيذ المشروع.
من ناحية أخرى قال خالد إبراهيم نائب رئيس غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن نجاح مشروع قناة السويس الجديد يتوقف على تدشين بنية تحتية قائمة على الكفاءة ومدارة بالكامل بالحلول التقنية والتكنولوجية وتوفير كوادر بشرية مؤهلة بأفضل برامج التدريب والتأهيل بالإضافة إلى تحسين مستوى الخدمات التكنولوجية المقدمة.
وشدد على أهمية إمداد المشروع بشبكات إنترنت ذات جودة عالية خاصة وأن معظم المناطق اللوجيستية الناجحة في المنطقة سواء في الإمارات أو سنغافورة تتم إدارتها بالكامل بالاعتماد على أدوات تكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات يسهم في زيادة نسب نجاح المشروع الجديد 40% حيث تعد بمثابة الذراع المحرك لأساس المشروع.
وكشف أن المشروع الجديد يعد “فرصة ذهبية” لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات حيث إن الموقع الجغرافي المتميز لقناة السويس يساعد في عملية تصدير الصناعات المصرية والتي تعد صناعة الإلكترونيات أهم تلك الصناعات بعد أن تم التخطيط لها خلال الفترة الماضية بمشاركة عمالة مصرية بنسبة 100%، متوقعاً أن تيسر قناة السويس الجديدة عملية التصدير بالنسبة لصناعة الإلكترونيات المحلية.
وطالب بضرورة تعظيم الاستفادة من الموقع المتميز للقناة في تدشين منطقة تكنولوجية متخصصة تساهم في الربط التقنى بين مختلف مؤسسات تكنولوجيا المعلومات بمصر لتقديم خدمات مراكز للبيانات الاستضافة، والحوسبة السحابية بجانب خدمات الاتصالات المختلفة.