يسأل بعض المسلمين هل يجوز للمضحي أن يأكل أضحيته بأكملها؟ وهل إذا ذبح المسلم أكثر من أضحية فهل يجزء أن يتبرع بأضحية كاملة وتكون الأضاحي الباقية طعام لأهل بيته ؟ يثور خلاف بين الفقهاء حول الأكل من الأضحية كلها للمضحي وبين عدم الأكل منها مطلقا او توزيع جزء منها ، وقد ذهبت دار الأفتاء المصرية إلى أنه للمضحي المتطوع الأكل من أضحيته أو الانتفاع بها لحمًا وأحشاء وجلدا كلها أو بعضها، أو التصدق بها كلها أو بعضها، أو إهداؤها كلها أو بعضها، إلا أنه لا يجوز إعطاء الجلد أجرة للجزار، وكذلك لا يجوز بيعه، وقد اختلف جمهور الفقهاء في وجوب الأكل من الأضحية خلاف بين العلماء ، وجمهور العلماء على أن الأكل منها مستحب وليس بواجب ، وهو مذهب الأئمة الأربعة، وذهب بعض العلماء إلى وجوب الأكل منها ولو شيئاً يسيراً ؛ لظاهر النصوص الشرعية الآمرة بالأكل منها .
اقرأ أيضا : إعطاء فروة خروف الأضحية أو جلد العجل للجزار.. هذا هو رأى الإفتاء فيه
هل يجوز أكل الأضحية بدون التصدق منها هذا هو الخلاف بين العلماء
وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب التصدق بجزء من الأضحية ، أو استحباب الأكل منها أو وجوبه ، ينطبق على كل شاة بمفردها .
فلو ذبح عشر شياه : لزمه التصدق من كل واحدة بجزء ، واستحب له أن يأكل من كل شاة جزء ، ولا يجزيه أن يتصدق بشاة كاملة من هذه الشياه عن الجميع ؛ لأن كل شاة أضحية مستقلة عن الأخرى ، ولهذا لما نحر النبي صلى الله عليه وسلم هديه ، أمر أن يجمع في القدر من كل ناقة جزء ، وفي الحديث المروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بيده ، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر ، أي ما تبقى ، ثم أمر من كل بدنة ببضعة ، فجعلت في قدر ، فطبخت ، فأكلا من لحمها ، وشربا من مرقها.