قال خبراء ومحللون إن الفساد الذي مارسه نافذون ومنتمون للمؤتمر الوطني، الجناح السياسي للإخوان، أهدر أموالا ضخمة وأفقد السودان فرصا استثمارية كانت كفيلة بتغيير صورة المشهد الاقتصادي البائس التي تظلل خريطة اقتصاد البلاد الحالية والتي تتجسد أهم ملامحها في ارتفاع الديون إلى أكثر من 58 مليار دولار.
وبحسب تقرير نشرته فضائية "سكاي نيوز عربية" على موقعها الإلكتروني، فإن حكم "إخوان السودان" الذي استمر لثلاثة عقود أدى إلى انخفاض قيمة الجنيه السوداني بمعدلات غير مسبوقة، حيث تراجعت قيمته من 12 جنيها أمام الدولار إلى 65 ألف جنيه في السوق الموازي حاليا، مع مراعات الأصفار الثلاث المسحوبة من العملة.
اقرأ أيضاً: تفاصيل إفراج المجلس العسكرى السودانى عن 3 من رموز نظام البشير
ووفقاً لتقرير "سكاي نيوز عربية"، فإن معدلات البطالة ارتفعت إلى أكثر من 19 في المئة، ووصل التضخم إلى 67 في المئة، بحسب إحصائيات رسمية، وتراجعت مؤشرات الاقتصاد الكلي، وخرجت مئات المصانع من الخدمة، وتدهور الإنتاج في العديد من المشاريع والمؤسسات الاقتصادية.
وأكد مراقبون لـ"سكاي نيوز عربية" تورط عناصر إخوانية نافذة في عمليات الفساد الضخمة التي يقدر الأثر المباشر وغير المباشر الناجم عنها بأكثر من تريليون دولار، وذلك استنادا إلى حجم الأموال المهدرة في قطاعات النفط والزراعة، إضافة إلى العقوبات الأمريكية التي تعرض لها السودان خلال الفترة من 1997 حتى 2017، بسبب تصرفات الإخوان الأيديولوجية واتهامهم برعاية الإرهاب، واستضافتهم لزعيم تنظيم القاعدة لعدة سنوات خلال تسعينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضاً: المجلس العسكري السوداني: نسعى للتعاون مع أمريكا لرفع اسم البلاد من قائمة الإرهاب
وذكرت "سكاي نيوز عربية" في تقريرها، أنه بفعل سلوكيات نظام الإخوان واستضافتهم لأسامة بن لادن خلال الفترة من 1991 إلى 1996 فرضت واشنطن حظرا اقتصاديا على السودان استمر لأكثر من 20 عاما وقدرت خسائره بنحو 100 مليار دولار، فيما ذهبت تقديرات أخرى إلى نحو 500 مليار.
وأفاد التقرير بأن الحظر تسبب في تعطيل العديد من المؤسسات الإنتاجية والخدمية التي كانت تعتمد في السابق على قطع الغيار والتكنولوجيا الأميركية وعلى رأسها الخطوط الجوية السودانية التي تعتبر واحدة من أقدم خطوط الطيران في المنطقة والتي وصلت إلى حد الانهيار الكامل، حيث كان معظم أسطولها يتكون من طائرات بوينغ الأميركية، كما فقدت السكك الحديدية 83 في المئة من قدراتها.